في خطوة تلي برنامج « نطاقات1 و 2» السابق؛ أعلن وزير العمل الدكتور مفرح الحقباني عن برنامج «نطاقات الموزون» المزمع انطلاقه خلال العام الجاري. وأكد الوزير الحقباني أمس في لقاء مفتوح عقد بمقر الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية أن برنامج نطاقات السابق ركز في مرحلته الأولى على عامل الكم ونسب توطين الوظائف، بينما اعتمد «نطاقات2» على أجور السعوديين كمعيار مهم لتصنيف قطاعات السوق ضمن آليات البرنامج في نسخته الثانية، أما «نطاقات الموزون» فقد تضمن معايير جديدة لتحفيز جودة التوظيف من خلال التوازن بين العامل النوعي والعامل الكمي، إضافةً إلى مساهمة البرنامج بشكل أكبر في التصدي للتوطين غير المنتج. وأشار الحقباني إلى أن عدد العاملين السعوديين في القطاع الخاص وصل بنهاية عام 2015 إلى 1.7 مليون عامل، بعد أن كانوا بنهاية عام 2011 نحو 700 ألف عامل، وذلك نتيجة لإطلاق برنامج «نطاقات» في عام 2012، وتزامنه مع جملة من البرامج والمبادرات؛ لدعم تدريب السعوديين وتوظيفهم، كما أن عدد العاملات السعوديات وصل في القطاع الخاص إلى نحو 477 ألف موظفة بنهاية الربع الثالث من عام 2015م، بعد أن كن 50 ألفاً قبل 4 أعوام. وقال وزير العمل أن نسبة البطالة نهاية عام 2015 في المملكة بلغت 11.5 مع وجود تباينات كبيرة بين مختلف المناطق، في حين بلغت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل 17%، منوهاً بأن أهم عقبة هي تأهيل الفتيات لسوق العمل، حيث سجلت تبوك النسبة الأعلى لبطالة النساء بنسبة 52%، تليها الحدود الشمالية 49%، وثالثاً في الجوف 44%، بينما سجلت المدن الكبرى الشرقية والرياض وجدة النسبة الأعلى في توظيف النساء. وشدد الحقباني على أن وزارة العمل تعمل لأن تصل معدلات النساء في سوق العمل إلى 50% من عدد العاملين، وقال إن دعم عجلة التوطين لن يتحقق دون تضافر جميع الجهود، وذلك انطلاقاً من تشاركية العمل مع القطاعين العام و الخاص تنفيذاً للاستراتيجية الوطنية للتوظيف، مشدداً في الوقت نفسه متابعة الوزارة لرصد حركة توظيف السعوديين في المنشآت من واقع الزيارات التفتيشية الميدانية على مواقع المنشآت، إلى جانب حزم البرامج والمبادرات التي من شأنها القيام بنفس الدور من حيث المتابعة والتحقق. وبيَّن الحقباني أن إجمالي من تم توظيفهم عن طريق برنامجي حافز البحث عن عمل وصعوبة البحث عن عمل بلغ 438،563 حيث بلغ عدد المستفيدين من برنامج حافز البحث عن عمل منذ انطلاقه عام 1430، (2،088،438) وبلغ عدهم اليوم (97،004) أما برنامج صعوبة الحصول على عمل فكان عدد المستفيدين منذ الانطلاق 1،397،935 وبلغهم عددهم اليوم 281،042 وأشار الحقباني إلى أن برنامج العمل عن بُعد التحق فيه بالمرحلة الأولى منذ إطلاقه نحو 800 سعودي في 47 مدينة ومحافظة بالمملكة استفاد منهم 279 صاحب عمل. وفي تساؤلات حول ملف العمالة المنزلية، رد الحقباني أن هذا الملف يعاني من تعدد الأطراف الخارجية المؤثرة فيه، إذ تم على ضوء ذلك تشكيل لجنة ثلاثية من وزارات الداخلية والخارجية والعمل لتطوير فعاليات استقدام العمالة المنزلية. من جهة أخرى قال رئيس غرفة الشرقية عبدالرحمن بن صالح العطيشان إن برنامج التحوُّل الاقتصادي سيعتمد بإذن الله على التوطين وكفاءة العنصر البشري، ونتطلع في غرفة الشرقية من خلال هذا اللقاء وغيره إلى حوار متفاعل وإيجابي حيال تطلعاتنا نحو بيئة عمل أكثر مرونة واتساعًا». من جانبه قال رئيس لجنة الموارد بغرفة الشرقية صالح الحميدان إن القطاع الخاص في ضوء ما يشهده الاقتصاد الوطني من متغيرات أضحى محور ارتكاز رئيس في عملية التنمية، واستدعى اهتمامًا كبيرًا بتطوير وتحسين السبل والآليات لاستثمار طاقاته وتوظيف قدراته في خلق وتنمية المزايا التنافسية. وأضاف أن ما تحقق خلال الأعوام الفائتة على صعيد القرارات والإجراءات ساعد كثيرًا في تحسين بيئة العمل خاصة مع مشروع «نطاقات» بمراحله، فقد كان له الأثر الأكبر في حدوث تغيرات جوهرية انعكست بالإيجاب ليس فقط على مؤسسات قطاع الأعمال ومكتسباته، بل وعلى الاقتصاد الوطني ككل، فقد اتسعت قدرات استيعاب القطاع الخاص للعمالة الوطنية، فعلى سبيل المثال ارتفع عدد النساء العاملات في القطاع الخاص من حوالي 48 ألف عاملة في 2009م إلى ما فوق ال400 ألف عاملة 2014م. وأعرب الحميدان عن أمله في التوصل إلى مساهمات جادة نحو الارتقاء ببيئة العمل بما يتماشى ومتطلبات التنمية.