رسمت فعاليات اليوم الثاني لمنتدى التنافسية الدولي 2016، التي أقيمت أمس، ملامح خطط الاقتصاد السعودي خلال الفترة المقبلة. وأشارت الفعاليات إلى قدرة الاقتصاد على تحويل التحديات التي يواجهها إلى فرص حقيقية، وفيما كشف وزير الصحة رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح عن 500 ألف وظيفة في الخدمات البحرية على الساحل الشرقي للمملكة، وعن فرص استثمارية كبيرة في قطاعات التقنية والمعلومات والرعاية الصحية والسياحة والخدمات المالية والاتصالات، دعا وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة شركات القطاع الخاص على الاندماج والاستحواذات، لتعزيز جانب التنافسية في منظمومة الاقتصاد السعودي. وانطلقت فعاليات المنتدى في دورته التاسعة بجلسة نقاش حول «القطاعات التنافسية التي ستدفع عجلة النمو والابتكار في المستقبل»، وقدر فيها المهندس خالد الفالح نسبة نمو الاقتصاد السعودي ب5%، وقال: «اقتصاد المملكة رغم انخفاض أسعار النفط ينمو بمعدل 5% وتضاعف هذا النمو لعدة مرات، وسينمو على مدى 50 عاماً المقبلة بمثل هذا النمو أو أكثر»، مؤكداً حرص المملكة العمل على «تنويع مصادر الدخل والاتجاه إلى الابتكار والإبداع، وتعزيز مبدأ الاقتصاد القائم على المعرفة». وتابع «هناك تحديات تواجه الاقتصاد المحلي، وسنحولها إلى فرص»، مبيناً أن «المملكة ستتحول إلى التصنيع وتعزيز الصناعات، وستصنع بشكل أكبر وبتقنيات عالية، وهو ما يتطلب تعليماً جيداً ووظائف عالية التخصص للمواطنين». وأعلن الفالح عن تحرك المملكة لتقليل «الاعتماد على النفط، وتوطين الوظائف والتركيز على الصناعات ذات القيمة المضافة العالية»، وقال: «ال500 ألف وظيفة ستتركز على الخدمات البحرية على الساحل الشرقي للممكة، وسترى النور قريباً لتقديم عدة خدمات لشركة أرامكو». وأشار إلى أنه «مع انخفاض أسعار النفط ومثل أي شركة أخرى قامت أرامكو بتخفيض النفقات والتكليفات المالية»، موضحاً أن «لدى الشركة مسارين لتحليل سعر البترول، وهي أن تقدم مجموعة من المنتجات البترولية في سلة واحدة لتقديمها إلى السوق، وتخصيص نسبة من ملكية الشركة للإكتتاب العام، وستقدم دخلاً إضافياً لخزينة المملكة، وسيعطيها ثقة أكبر في السوق، وستكون هدفاً لشركات أخرى». وتحدث الفالح عن التطور في قطاع الصحة في المملكة. وقال: «التغييرات التي تجرى الآن في وزارة الصحة، ستجعل من القطاع الصحي أكثر كفاءة وتنافسية بمعايير عالمية، وأحد أبرز مكوناتها مشروع التأمين الصحي للمواطنين الذي يضمن توفر الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين»، مبيناً أن «الأطباء وأفراد الكادر الصحي سيقودون التطور في القطاع الصحي، وهذا جزء من سعي الدولة لاطلاق المواهب والطاقات الوطنية في كل المجالات، لتمكين أبناء الوطن من تطوير قطاعات جديدة كالسياحة والصناعة على سبيل المثال، مما سيسهم في خلق المزيد من الوظائف لشباب الوطن». قال وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة إن «التحديات، التي تواجهها المملكة في انخفاض أسعار النفط، الذي يشكل نحو 80 % من إيرادات المملكة، سيدفعها لمواجهة التحدي من أجل الخروج من ذلك»، لافتاً إلى أن «المملكة لديها القدرة لتجاوز ذلك، بما تمتلكه من تعليم جيد ومواهب شابة كثيرة». وتابع الربيعة أن «الوزارة تعمل على تيسير وتسهيل خدمة القطاع الخاص واستخدام التقنية والتعاملات الإلكترونية في ذلك، كما تشجع على اندماج الشركات والاستحواذات وتسعى لتشجيع تمويل استحواذ الشركات واندماجها، وجعل المملكة أكثر تنافسية». ونبه وزير التجارة إلى أن «بعض الشركات التي لم تعمل في المملكة، لديها مفاهيم خاطئة عن الاستثمار فيها، وتسعى وزارة التجارة والصناعة لتصحيح تلك المفاهيم وللترويج للاستثمار في المملكة والانفتاح بشكل أكبر عالمياً، كما تبذل الهيئة العامة للاستثمار جهوداً كبيرة في ذلك». وأشار الربيعة إلى «وجود كثير من القطاعات الواعدة في المملكة من بينها قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والخدمات المالية والتمويل، التي ستشهد تطورات كبيرة على مدى السنوات القادمة»، مضيفاً أن «هناك تطوراً كبيراً في الصناعة في المملكة، وتخطط وزارة التجارة لذلك، كما تتفاءل به». وأضاف الربيعة أن «المملكة لديها كثير من الخبرات لتوفير مزيد من الوظائف لجيل الشباب، خاصة في قطاعات البيع بالتجزئة، كما تحاول الوزارة أن تقوم بدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة عبر هيئة تم إنشاؤها حديثاً من أجل ذلك، وسيكون لديها تركيز أكبر على المشاريع والأفكار الإبداعية». أشاد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى المملكة جوزيف ويستفول بوتيرة الاقصتاد السعودي، وقال: "إن التطور الاقتصادي في المملكة ينمو بسرعة وحققت المملكة قفزات كبيرة وأصبحت دولة عملاقة ولديها أدوار عالمية فاعلة على عدة أصعدة"، مشيراً إلى أن "المملكة تحتاج إلى توسيع المجال للخصخصة وأن تبني الحكومة شراكات أكبر مع القطاع الخاص، وأن تهتم بشكل أكبر بالتعليم العام، والاستثمار في التعليم". امتدحت رئيسة مجلس التنافسية الأمريكي ديبورا ويلس سميث الإمكانيات العالية والتقنية لدى شركتي أرامكو السعودية وسابك. وقالت: "المملكة لديها مشاريع وشركات كبيرة ولديها قدرات عالية، وتستطيع تسخيرها بشكل أكبر والاستفادات من إمكاناتها الكبيرة".