أفصح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عن نيَّة الاتحاد الأوروبي مناقشة فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني رداً على إجرائه مؤخَّراً تجارب لصواريخ باليستية، فيما عبَّرت واشنطن عن «إحباط وغضب» بعد عرض طهران صوراً ل 10 بحَّارة أمريكيين أطلقت سراحهم بعد وقت قصير من توقيفهم في مياه الخليج. وتأتي تعليقات الوزير الفرنسي بعد يوم واحد من إعلان الولاياتالمتحدة فرض عقوبات على 11 شركة وفرداً ارتبطوا بالبرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية. وأبلغ فابيوس الصحفيين، خلال زيارة أمس للعاصمة الإماراتية أبوظبي، قائلاً: «يجب أن نقارن بين النظام الأمريكي والنظام الأوروبي، ونرى إن كنَّا سنفرض عقوبات جديدة أم لا، وسيتم هذا الإجراء هذا الأسبوع». ونسب مسؤولان أمريكيان إلى طهران اختبارها في 21 نوفمبر الماضي صاروخاً باليستياً جديداً متوسط المدى في انتهاكٍ لقرارين أصدرهما مجلس الأمن الدولي. وكانت هذه ثاني تجربة من نوعها منذ أكتوبر. وجاءت العقوبات الأمريكية الجديدة بعد رفع عقوبات دولية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وخلال المحادثات التي أدت لتوقيع الاتفاق النووي؛ اعتُبِرَ الموقف الفرنسي الأشد بين القوى العالمية. وأوضح فابيوس، الذي يزور الرياض اليوم الثلاثاء، أن بلاده ستناقش عدداً من القضايا مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال زيارته باريس الأسبوع المقبل. واعتبر فابيوس أنه ليس ممكناً حتى الآن تأكيد عقد مباحثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة بشأن سوريا في موعدها المقرر في 25 يناير الجاري، مشيراً إلى الأممالمتحدة بصفتها «المعنيَّة بتأكيد ذلك». وقال «نأمل بالتأكيد أن تُعقَد المفاوضات، لكن هناك تساؤلات يجب الرد عليها»، لافتاً إلى «إجراءات بناء الثقة كرفع الحصار عن مدن سوريا والكف عن قصف المدنيين، إذ سيكون من الصعب للغاية على المعارضة المعتدلة المشاركة في المفاوضات في الوقت الذي يتعرضون فيه للقصف». وفي واشنطن؛ أعرب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس عن «الإحباط والغضب» بعد نشر طهران تسجيل فيديو يُظهِر البحارة الأمريكيين ال 10 أثناء احتجازهم. وأظهر تسجيل فيديو البحارة، وهم 9 رجال وامرأة، راكعين وأيديهم خلف رؤوسهم، ما أغضب كيري. وأكد، في تصريحٍ لشبكة «سي إن إن»، أنه «غاضبٌ جداً ومحبطٌ بسبب الشريط»، محمِّلاً مسؤولية نشره إلى الجيش الإيراني أو الحرس الثوري «وليس الحكومة». لكنه استدرك «لا أجد عذراً لذلك، دخل بحارتنا للأسف وبشكل غير مقصود المياه الإيرانية». وتأتي هذه التصريحات الحادة لكيري مع نشر الجيش في بلاده أول شرح للحادث. وجاء في تقرير القيادة المركزية، أن «أحد قاربي الدورية ظهرت عليه مؤشراتٌ لخلل فني في محرك الديزل، ثم توقَّف القاربان». وذكرت القيادة المركزية أن «هذا التوقف حدث في المياه الإقليمية الإيرانية، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان طاقم القاربين يعرف الموقع المحدد». و«بينما كان القاربان متوقفين، وأثناء محاولة الطاقم تقييم الخلل الفني، اقتربت منهما قوارب إيرانية»، وفقاً لها. وتحدث التقرير عن «4 قوارب جاءت إلى الموقع مجهزة بعناصر مسلحة، ثم صعد عناصر الجيش الإيراني المسلحين على متن القاربين بعد محادثة بين الجانبين (..) وتم اصطحاب القاربين تحت تهديد السلاح إلى جزيرة فارسي». ووفقاً للقيادة المركزية التي تشرف على العمليات الأمريكية في الشرق الاوسط؛ تبيَّن بعد فحصها القاربين أن «جميع الأسلحة والذخائر ومعدات الاتصال موجودة باستثناء شريحتين يبدو أنهما أُخِذَتا من هواتف تعمل بواسطة الأقمار الصناعية».