وصف منبر الحرمين أمس الإرهاب ب»فتنة هذا العصر» حيث قام به بعض غير المسلمين وبعض المنتسبين للإسلام والإسلام بريء من إجرامهم، مؤكداً أنه مهما اشتد الكرب على أهل الإسلام قاطبة وأهل الشام وفلسطين خاصة والمحاصرين كذلك في مضايا في سوريا فإن النصر قريب بفضل من الله -عز وجل- أولاً ثم بمعونة إخوانهم في الدين. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط في خطبته أمس إن تيسير العسير وتذليل الصعب وتسهيل الأمور أمل تهفو إليه النفوس وتطمح إلى بلوغ الغاية فيه والحظوة بأوفى نصيب منه وإدراك أكمل حظ ترجو به طيب العيش الذي تمتلك به أزمة الأمور، وتوجّه إلى خيرات تستبق إليها، وتنجو من شرور تحذر سوء العاقبة، مبيناً أن من الناس من إذا أصابه العسر في بعض أمره رأى أن شراً عظيماً نزل به وأن الأبواب قد أوصدت دونه والسبل سدّت أمامه فتضيق عليه نفسه وتضيق عليه الأرض بما رحبت ويسوء من ظنه ما كان من قبل حسنا. ودعا خياط إلى الالتزام بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يدعو به عند تعسر الأمور وذلك بقوله: «اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا». ملتزما في ذلك آداب الدعاء وسننه من إخلاص لله وابتداء بحمده سبحانه والثناء عليه والصلاة على نبيه -صلى الله عليه وسلم- واستقبال القبلة وإلحاح الدعاء وعدم الاستعجال فيه مع سؤال الله وحده واعتراف بالذنب وإقرار بالنعمة وتوسل إليه سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ورفع اليدين والوضوء إذا تيسر قبل الدعاء. وقال إن هناك بشارة عظيمة فكلما وجد عسر وصعوبة فإن اليسر يقارنه ويصاحبه حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر كما قال تعالى في كتابه العزيز (سيجعل الله بعد عسر يسرا ) فهذه الآية دليل على أن العسر مهما بلغ من الصعوبة فإن في آخره التيسير، والبشارة العظيمة فمهما اشتد الكرب على أهل الإسلام قاطبة، وأهل الشام وفلسطين خاصة، والمحاصرون كذلك في مضايا في سوريا الذين منع عنهم الغذاء والدواء بسبب الحصار الجائر المفروض عليهم، والذين سيموا سوء العذاب بغيا وعدوانا وظلما فليبشروا باقتراب النصر وتنفيس الكرب وتفريج الشدة وكشف الغمة ورفع البلاء والعافية من البأساء والضراء بفضل من الله -عز وجل- أولاً ثم بمعونة إخوانهم في الدين. أما إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي فتحدث عن الرحمة التي بشر الله بها العباد في بداية كل سورة من القرآن ووصف بها نفسه في مواضع كثيرة من القرآن قال جل من قائل (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون). وقال إنه إذا أقام الناس أحكام الشرع دفع الله عنهم عقوبات الذنوب وصرف عنهم الكوارث والمهلكات في الدنيا وعافاهم من عذاب الآخرة فإذا فرط الناس في أحكام الشرع عوقب المفرطون بعقاب القدر. وحذر من الإرهاب بوصفه فتنة هذا العصر حيث قام به بعض غير المسلمين وبعض المنتسبين للإسلام والإسلام بريء من إجرامهم، مشيراً إلى أن الإرهاب تضرر منه الناس في أماكن كثيرة، مشيراً إلى أن أكثر البلدان التي تأثرت من الإرهاب بلاد الحرمين، وأن إنشاء الحلف الإسلامي جاء لمحاربة الإرهاب وصده عن الناس، مبيناً أنه من حق الدول حماية مجتمعاتها وتحصين شبابها والحفاظ على عقيدته من الانحراف ورعاية مصالحها وترسيخ الأمن والاستقرار. وأردف أن الواجب تحصين الشباب من العقائد المنحرفة التي تخالف الإسلام، قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها».