أعلنت وزارة الداخلية استشهاد العريف جابر علي محمد المقعدي والجندي أول محارب اللهيبي غريب الشراري، بعد تعرُّض دورية أمن في القطيف إلى إطلاق نار من مصدرٍ مجهول. في الوقت نفسه؛ أبدى عددٌ من أعيان ومشايخ وسكان المحافظة استنكارهم البالغ للحادث الإرهابي، وأدانوا بشدَّة استهداف الإرهابيين رجالَ الأمن، مؤكدين أن المنفِّذين لن ينجحوا في تحقيق مبتغاهم وهو زرع الفتنة. وأفاد المتحدث الأمني باسم «الداخلية»، في بيانٍ له، بتعرض إحدى دوريات الأمن في القطيف لإطلاق نار من مصدر مجهول عند الساعة الواحدة من صباح أمس الأربعاء أثناء أدائها مهامها الميدانية بالقرب من أحد المواقع الزراعية في مدينة سيهات، ما نتج عنه استشهاد العريف المقعدي والجندي أول الشراري. وأكد المتحدث مباشرة المختصين في شرطة المحافظة إجراءات الضبط الجنائي للجريمة الإرهابية والتحقيق فيها. ووصف عضو المجلس البلدي في القطيف، المهندس عباس الشماسي، ما جرى ب «جريمة بشعة ترفضها جميع الأديان والأعراف ولا تمتُّ للإنسانية بصلة». وعبَّر آخرون في المحافظة عن مواقف مماثلة. وقال الفنان التشكيلي، عبدالعظيم الضامن «فُجِعنا اليوم (أمس) بخبر مؤسف جداً وهو قتل جنديين في مهمة عملهما، وهذه الأحداث التي لم نعتد سماعها ولا نقبل بحدوثها، فعزاؤنا للوطن بفقد أرواح لا ذنب لها سوى أمن الوطن»، متهماً من ينفذ تلك الأعمال ب «الابتعاد كل البعد عن الإنسانية». واعتبر الحاج فايز جواد الزاير، الحادث الإجرامي محاولةً بائسةً لزعزعة الثقة والترابط بين المواطن ورجل الأمن خاصةً بعد تجلِّي ذلك في وقوف المواطن ورجل الأمن كالجسد الواحد لحماية المساجد من الأيدي الإجرامية التي تحاول بثَّ الفتنة. وعدَّ المشرف على لجنة «كل من عليها فان»، فاضل الدهان، العملية جبانة وإرهابية، مشيراً إلى أهمية محاسبة الجناة والقصاص منهم بشكل مباشر ليكونوا عبرة لمن يعتبر. واستنكر المواطن، شرف العلويات، هذه الجريمة الشنعاء، ووصفها بمحاولة للفتنة والوقيعة بين رجال الأمن والمواطنين لبث الفوضى. لكنه رأى أنها «مكشوفة للعيان»، مُشدِّداً «لن ينجح الإرهاب في تحقيق مبتغاه». ورجَّح المواطن، مؤيد الهاشم، تورُّط الفئة الضالة في استهداف العسكريَّين بغرض بثِّ الفتنة في المنطقة الشرقية «في هذا التوقيت المريب بالذات». ورأى الإعلامي، خالد السنان، أن مصاب المواطنين ورجال الأمن واحد، ولفت إلى تبرؤ الأهالي من هذه الأفعال الإجرامية التي لا تخدم سوى أجندة «داعش» ومن يسير معها. وعدَّ الشيخ منصور السلمان، عناصر التنظيم الإرهابي أياديَ شريرة لا تفرق بين المواطنين. وقال «بعد الجهد الجهيد الذي بذله ويبذله رجال الأمن في محرَّم وأيام الجمع غالباً وكذا أيام الأسبوع حول المداخل الخارجية للقطيف الواقعة على الخطوط السريعة كخط الجبيل السريع واستعصاء النفوذ للأيادي الشريرة من أصحاب الفتنة الداعشية الذين لا يفرقون بين أحد من المواطنين؛ ها هي أيدي الغدر التي تريد زرع الفتنة تغتال رجلي أمن عند مدخل حديقة الحيوان من جهة الخط السريع في طريق مصنع الألبان غير ناظرةٍ إلى ما يقوم به رجل الأمن من السهر والتعب لراحة المواطنين تاركاً أهله وأطفاله من أجل لقمة العيش وحمايتنا». وأكد أن مثل هذا الهجوم الغادر يدعو للاستنكار وعدم الرضا بما حدث، وبيِّن أن أعداء الوطن يتربصون بنا السوء لإيقاع الفتنة، داعياً بالرحمة لشهداء الواجب الذين اغتالتهم الأيادي الآثمة.