ما زال بعض طلاب الجامعات يتلقون من أساتذتهم بعض الأفكار القديمة، المملوءة بالخرافات، واللاعقلانية، والبدائية. حيث يرفض بعض الطلاب التعليق أو الرد على كلام المحاضر الذي يحمل شهادات عليا لخوفهم من الاصطدام الذي سيحدث، وليأسهم من محاضر يتحدث بعقل مغلق. فأنت حين تتحدث أو تسمع لشخص يحمل شهادة ماجستير أو دكتوراة فأنت تتوقع وتضع حداً مرتفعاً لمستوى الحديث المتوقع فهو يحمل الشهادة العليا التي هي تحصيل سنوات من العلم، ولكن مع الأسف كثير ممن يحملون هذه الشهادات يغلقون عقولهم بعد حصولهم عليها. ويتفق الجميع على أن هذه الشهادة إنما هي بداية لنيل علوم وحصاد معلومات أكبر وأوسع من العلم الذي عكف عليه سنوات دراسته. ومع ذلك نجد كثيراً من حاملي الشهادات العليا ممن اكتفوا بالمقررات والمناهج التي درسوها، وابتعدوا عن كل علم ينبغي عليهم الاجتهاد في الحصول عليه، لا يختلف بعضهم عن الأشخاص الأميين، فكل العلم الذي تلقوه لم يغير في سلوكهم، أو حواراتهم التي يجب أن تكون مفتوحة، ومدعمة، وتصل بهم بعيداً حيث يحاورهم الطرف الآخر، والتي يجب أن تكون من آرآئهم الشخصية، وليست حوارات يلفظونها عن ظهر قلب. يبرر بعض هؤلاء المتعلمين سبب انغلاقهم لشعورهم بالمسؤولية تجاه تلك الشهادات وخوفهم من حساب أي شيء ضدهم، وهذا سبب كافٍ يشرح وضعهم تجاه ثقافتهم المحدودة التي يعيشون بها. بشكل واقعي وملموس هناك كثير من حاملي الشهادات العليا الذين يتقلدون مناصب وإن لم تكن ذات تأثير كبير فإنها تبين مدى رداءة الوضع. على كل من يحمل شهادة عليا يفتخر بها، وتزيد من مرتبه أن يظهر لذاته بعض الاحترام ويطور من نفسه وأفكاره بشكل يتناسب مع العلم الذي حصل عليه، حتى نضمن على الأقل سلامة تخريج طلاب وطالبات نهلوا من علوم أساتذة مميزين، قادرين على الحوار والتخلص من جمود التفكير الذي يجعلهم يخشون مناقشة الطلاب لهم، ويكتفون برفع أصواتهم على الطلبة بسبب مركزهم.