تعد المملكة من أولى الدول التزاماً وصرامة وكفاءة في محاربة الإرهاب ودحر مخططاته الإجرامية على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، وتدين نتائجه الكارثية وتشجبه وتستنكره باستمرار عبر وسائلها الإعلامية أو من خلال حضور ممثليها جميع المحافل والمناسبات المحلية والعالمية، وتتصدى بكل قوة لمعتقده المهزوز وأفكاره القاصرة وصوره المفجعة وأهدافه الشيطانية، بالمعتقد الثابت الصحيح المستند لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، والفكر السليم المستنير بأهل الرجاحة والعقل، إلى جانب تعاونها وانضمامها وإسهامها بفاعلية في الجهود الدولية والثنائية المبذولة ضد الإرهاب وتمويله، والتزامها بتنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب. وحرصت المملكة، التي جابهت كثيراً عمليات الإرهاب التخريبية، من المشاركة بفاعلية في اللقاءات الإقليمية والدولية التي تبحث موضوع مكافحة الإرهاب وتجريم الأعمال الإرهابية، وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية التي تطبقها، واعتبار الإرهاب ضمن جرائم الحرابة التي تخضع لأشد العقوبات، إلى جانب تعزيزها وتطويرها للأنظمة واللوائح ذات العلاقة بمكافحته، وتحديث وتطوير أجهزة الأمن والأجهزة المعنية للتصدي لمخططاته الفاسدة، بالإضافة إلى تكثيفها برامج التأهيل والتدريب لرجال الأمن والشرطة وإنشاء قناة اتصال مفتوحة بين وزارة الداخلية ومؤسسة النقد العربي السعودي لتسهيل سبل التعاون والاتصال لأغراض مكافحة عمليات تمويل الإرهاب. وهذه المبادئ والمواقف، التي وصل صداها لكل العالم تنطلق من موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما أكد بقوله أن المملكة لم تدخر جهداً في مكافحة الإرهاب فكراً وممارسة بكل الحزم وعلى كل الأصعدة. وقال في كلمته، التي ألقاها نيابة عنه مستشاره أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل في افتتاح «المؤتمر العالمي الإسلام ومحاربة الإرهاب»، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بمقر الرابطة في مكةالمكرمة: إنه على الصعيد الوطني تصدت أجهزتنا الأمنية للإرهابيين بلا هوادة ولم يتوان رجالها البواسل عن ملاحقتهم وتفكيك شبكاتهم وخلاياهم في مهدها، وبذلوا أرواحهم في سبيل ذلك، وكذا تشارك قواتنا الجوية في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب. ووصف الملك نتائج أعمال الإرهابيين التخريبية وما عكسته سلباً بالكراهية على الإسلام والمسلمين لدى الرأي العام. وتبرز مواقف المملكة صراحة في محاربتها للإرهاب وجديتها في الإنكار والشجب لأي جرم يفعله المعتدون على مقدراتها أو معالمها في جميع مناطقها أو يستهدف ظلماً وعدواناً مواطنيها الأبرياء في كل أقطار الوطن الواحد، النابعة من مواقف خادم الحرمين، الذي أكد من خلال ترؤسه اجتماعات مجلس الوزراء، أن الإرهاب وطرقه تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، وشدد على فداحة جرم الاعتداء الإرهابي الآثم، الذي استهدف مسجداً بقرية القديح وأنه يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية. مشدداً من منطلق القائد وأمانة المسؤول عن رعيته على أن الأمن مسؤولية الجميع، والتعهد بعدم السماح لأحد بأن يعبث بأمننا واستقرارنا. ومن مجهودات المملكة في مكافحة الإرهاب أن ناضحت مؤسساتها الإعلامية ورموزها بكتابة العناوين الشاجبة، وتلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي شدد في كلماته على الدور الإعلامي بالإضافة إلى المؤسسات الوطنية الأخرى في بيان ما تتعرض له المملكة من حقد الحاقدين على أمنها وأمانها ووحدة مواطنيها وتلاحمهم مع قيادتهم، حيث تعرضت المملكة لعدة أعمال إرهابية لعناصر القتل والتدمير من تنظيم داعش الإرهابي المدعوم من قوى خارجية مرادها النيل من النسيج المجتمعي السعودي، ما حدا بالكتَّاب وأصحاب الرأي والإعلاميين أن يوحدوا أقلامهم بعنوان (عملية القديح جريمة داعشية قذرة). وشاركت المملكة ضمن جهودها للتصدي للإرهاب ومعالجة مشكلات الإرهاب المغرر بهم بممثلين عنها في أعمال المؤتمر الدولي للبرلمانيين الشباب، الذي نظَّمه الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع البرلمان الياباني في طوكيو، بمشاركة برلمانيين من 96 دولة في العالم، الذي ركز في جلساته على تناول مواضيع تعالج قضايا الشباب في مختلف المجالات، داعياً إلى وضع سياسات جذرية للقضاء على انتشار التشدد بين صفوفهم، ومعالجة التحديات الكبرى التي تواجههم كالبطالة، التمييز، النزاعات. ومن المجهودات الكبيرة في عهد الملك سلمان تفعيل الحملات التوعوية في مناطق المملكة لمحاربة الإرهاب والفكر الضال، والسعي إلى إبراز الوسطية والاعتدال والتركيز على جانب الفتوى وترشيدها، وأهمية الرجوع في الفتوى إلى هيئة كبار العلماء، والبعد عن الفتاوى من مصادر غير متزنة، التي تجر للانحراف عن الفكر الوسطي. ومن جهود المملكة الحثيثة في التصدي للإرهاب دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لإنشاء مركز متخصص لمكافحة الإرهاب يعمل تحت مظلة الأممالمتحدة، حيث رحبت الأممالمتحدة بتبنيها للفكرة التي تحولت إلى واقع دعمته المملكة ب 110 ملايين دولار، ما أسهم في تنفيذ ثلاثين مشروعاً في بقاع ومناطق مختلفة من العالم، منذ إنشائه عام 2011م وحتى الآن.