ترقب وحذر ومخاوف من تراجعات مستمرة لسوق الأسهم السعودي، الذي ليس بمنأى عما يحدث حوله من موجة هبوط عنيفة وقاسية لكل أسواق العالم، خاصة في ظل تواصل التحليلات لكبرى شركات المال والأعمال العالمية المحذرة من مزيد من التراجعات في أسواق المال، حيث جددت تحذيراتها تلك بأن وصول الأسواق إلى القاع أمر محتم، ملمحةً إلى مزيد من الانخفاضات التي ستشهدها أسواق العالم، في حين أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية على انخفاض أمس ب 438.72 نقطة بنسبة 5.88% وبتداولات تجاوزت 7.8 مليار ريال عند مستوى 7024.60 نقطة، شهدت خلالها صفقتين خاصتين على سهمي شركة الطيار بقيمة مليوني ريال ل 24687 سهماً عند سعر 81.5 ريال، والأخرى على سهم التعاونية للتأمين بكمية 12185 بقيمة 1.1 مليون ريال عند سعر 91.75 ريال. من جهة أخرى، لم يخف اقتصاديون ومتعاملون في السوق السعودي توقعاتهم بمزيد من التصحيح في سوق الأسهم، خاصةً مع استمرار تدهور أسواق الأسهم عالمياً، ومزيداً من التراجع لأسعار النفط، بينما لم يستبعد محللون ومتعاملون في السوق هبوط المؤشر السعودي لمستوى ال 4000 نقطة، في حين قال الدكتور عبدالله بن ربيعان المهتم بشؤون المال والأعمال رأيه حول ما يحصل من تهاوي لأسواق الأسهم، أن فرط إغراق الأسواق بالدولار الرخيص طوال ست سنوات كلها ذهبت لما وصفه بنفخ الأسهم ولم تذهب إلى الاستثمار الحقيقي، مشيراً إلى أن ما يحصل اليوم هو تصحيح « الخلل» بثمن غالٍ، يشاركه في الرأي بدر البلوي مدير صندوق استثماري، مضيفاً كنت أعتقد أن يرتد السوق أمس، ولكن يبدو أن حال السوق السعودي كحال الأسواق العالمية، إلا أنه أشار إلى عمليات الشراء التي تمت خلال التداولات أمس وارتفاع قيمة التداولات رغم التراجعات الحادة، التي شهدها السوق السعودي، أما مدير الاستثمار الدولي والمخطط المالي وائل ميرزا فقد ألمح إلى أنه من المهم لأصحاب السيولة الجاهزة الانتظار لحين استقرار سوق الأسهم والبترول وهبوط الأسواق العالمية، متسائلاً عن سبب عدم تدخل هيئة السوق المالية بإيقاف السوق أثناء تلك التراجعات حماية لثروات المواطن، التي كما وصفها لا تتعارض من حرية السوق، مشيراً إلى عددٍ من النصائح حول سوق الأسهم أولها أنه لا أحد يستطيع تحديد القاع، ولكن قد يشتري ويخسر مؤقتاً تم ترتد الأسواق، مؤكداً أنه حينما تهبط الأسواق تتلاشى المضارب وتتضح الصورة المتبقية، مشدداً على أن السوق السعودي يحتاج إلى إصلاحات في مقدمتها إيقاف الارتفاعات المضاربية وإيقاف انخفاض السوق ووضع مؤشرات أساسية للقيمة العادلة للأسهم، والتشديد على كفاءة المحللين عبر كل الوسائل، إضافة إلى البرامج التوعوية في هذا الشأن. وشهدت تداولات الأمس ارتفاع أسهم ثماني شركات فقط تصدرها سهم المملكة القابضة بنسبة 4.74% ثم سهم حلواني إخوان بنسبة 4.28% فيما تراوحت ارتفاعات الأسهم الأخرى ما بين 2.71% إلى 0.15%، في المقابل تراجعت أسهم 158 شركة في قيمتها وأغلق عدد منها على النسبة الدنيا القصوى، وبلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 386 مليون سهم توزعت على أكثر من 161 ألف صفقة، فيما كانت أسهم شركات مصرف الإنماء وسابك ودار الأركان، ومعادن مصرف الراجحي وإعمار الأكثر نشاطاً بالقيمة، وأسهم شركات دار الأركان والإنماء وإعمار، ومعادن وكيان وزين السعودية على رأس قائمة أكثر الأسهم نشاطاً بالكمية. وأغلقت قطاعات السوق كافة ال 15 على تراجعات حادة تصدرها قطاع التأمين بنسبة 7.99%، ثم التطوير العقاري نسبة 7.82%، ثم قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 7.26%، وقطاع الاستثمار الصناعي بنسبة 7.19%، ثم الإعلام 7.18% وقطاع الزراعة بنسبة 6.57% والتجزئة بنسبة 6.44%، ثم قطاع التشييد والبناء 5.60%، وقطاع المصارف بنسبة 5.47%. كما تراجع قطاع النقل بنسبة 4.36% وقطاع الطاقة بنسبة 4.18%، وكذلك قطاع الإسمنت بنسبة 3.94%، ثم قطاع الاتصالات بنسبة 2.53%، فيما قطاع الاستثمار المتعدد أقل القطاعات المتراجعة بنسبة 1.32%. وكانت «الشرق» قد أشارت وفقاً لتحليلات سابقة في عددها 1352 إلى التداولات الماضية، التي أكدت أن السوق دخلت مرحلة تسمّى في علم التحليل الفني مرحلة «تقاذف الجمر»، وهي مرحلة ترتفع فيها وتيرة عمليات البيع نتيجة تدني مستوى الثقة بمستقبل السوق على المديين القريب والمتوسط. وأغلقت كل قطاعات سوق الأسهم السعودي ال 15 وقت نشر المادة، على انخفاضات قوية استمرت حتى تداولات أمس.