تتركز جهود الأطباء مع اقتراب موسم الحج على حث المسافرين والمقيمين في المملكة، وتشجيعهم على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في الوقت المناسب لحماية أنفسهم من الإصابة بمرض المكورات الرئوية. وتشير التقديرات إلى أن معدل الإصابة بمرض المكورات الرئوية الاجتياحي في المملكة يبلغ 17.4% لكل 100 ألف نسمة، ونسبة الوفيات تبلغ 15-20% بين المسنين، لذلك يتوجّب على الحجاج اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لمواجهة مرض الالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا، والتهابات القناة التنفسية، والتدرّن الرئوي «داء السل»، والعدوى الفيروسية، والالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع، وفيروس شلل الأطفال، والتسمم الغذائي، والأمراض البكتيرية حيوانية المنشأ، حيث تتسبب جميع هذه الأمراض في إدخال المصاب إلى المستشفى وربما الوفاة. وتشمل العوامل التي تساهم في انتشار الجراثيم والفيروسات المسببة لهذه الالتهابات؛ ملاصقة الحجاج لبعضهم بعضاً، والسكن المشترك، والغبار الموجود في البيئة المحيطة. وفي هذا السياق، يقول مدير الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية، الدكتور نزار باهبري: «التجمعات البشرية بأعداد ضخمة كما هو الحال في مواسم الحج والعمرة، تعد بيئة مثالية لانتشار الأمراض المعدية ونقلها إلى الآخرين. ويلعب تطعيم البالغين دوراً مهماً في الحفاظ على الحياة، ومنع العدوى من الانتشار، وتحولها إلى وباء يهدد المجتمع». يُذكر أن وزارة الصحة ووزارة الحج في المملكة، أنشأتا مرافق خاصة لضمان حصول المسافرين على التطعيم اللازم، كما يولي الأطباء اهتماماً شخصياً بالمرضى للتأكد من اختيار برنامج التطعيم الأمثل الذي يناسب حالة كل مريض.