اتهم الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس باكستان ب»توجيه رسالة عدائية» إثر سلسلة اعتداءات في كابول خلفت 56 قتيلاً على الأقل في الأيام الأخيرة. وأكد غني الذي كان قد باشر تقارباً مع إسلام آباد في محاولة لإنهاء النزاع مع متمردي طالبان، في مؤتمر صحافي أن هجمات كابول تثبت أن باكستان لا تزال تؤوي «معسكرات لتدريب الانتحاريين وأماكن لصنع القنابل». من جهة أخرى، قتل خمسة مدنيين على الأقل أمس في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة تبنته حركة طالبان عند مدخل مطار كابول، في آخر اعتداء ضمن سلسلة استهدفت العاصمة الأفغانية خلال الأيام الماضية. وصعدت حركة طالبان من هجماتها في أفغانستان إثر تعيين الملا اختر منصور زعيماً لها خلفاً للملا عمر. ويقول مراقبون إن تصاعد العنف هو بمنزلة محاولة من الملا منصور لصرف الأنظار عن الأزمة داخل حركته، التي تترافق مع تراجع مفاوضات السلام مع الحكومة الأفغانية. وقال المتحدث باسم شرطة كابول عباد الله كريمي إن «الهجوم وقع حين فجر انتحاري نفسه في سيارة عند مدخل المطار»، مشيراً إلى «مقتل خمسة مدنيين وإصابة 16 آخرين بينهم أطفال»، وهي حصيلة أكدتها وزارة الداخلية. وتصاعد الدخان من مكان الهجوم، الذي وقع في وقت الزحمة. وشوهدت أشلاء حول الحاجز الأمني الأول الذي يخضع فيه الركاب للتفتيش قبل دخول المطار. وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان وبدأت بنقل الجثث المرمية بين حطام السيارات المشتعلة. وتبنى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد الهجوم، مشيراً إلى أنه استهدف «آليتين لقوات أجنبية» وأسفر عن مقتل جميع ركابهما. والمعروف عن حركة طالبان مبالغتها في الحديث عن حصيلة هجماتها. ولم يندد حلف شمال الأطلسي حتى الآن بالتفجير الانتحاري، الذي وصفته وزارة الداخلية الأفغانية ب»العمل الشائن ضد القيم الإنسانية». ويأتي الهجوم بعد سلسلة من الاعتداءات في العاصمة الأفغانية يوم الجمعة أسفرت عن مقتل 51 شخصاً على الأقل، وتم استهداف أكاديمية للشرطة وقاعدة للقوات الخاصة الأمريكية كما وقع هجوم بشاحنة مفخخة قرب مبنى عسكري. وهذه الهجمات هي الأولى بهذا الحجم منذ تعيين الملا منصور على رأس طالبان بعد تأكيد الحركة وفاة الملا عمر. إلا أن بعض القادة في الحركة رفضوا مبايعة الملا منصور من بينهم نجل الملا عمر وشقيقه بحجة أن عملية تعيينه كانت منحازة وسريعة.