هل أنت قوي بما تعني كلمة قوي من قوة؟! أنت قوي، يعني على الرياح ألاَّ تعصفك وإن حاولت عصفك واجهتها كي تكن واقفاً صامداً بعد المجابهة. أنت قوي، يدل على أنك لا تكترث للانتقادات غير البناءة في حياتك بل تصيرها لسماد يزيد من خصوبة إنتاجك. أنت قوي، يدل على أنك تستيقظ صباحاً بفكر نظيف من جميع الشوائب العالقة فيه، منطلقاً نحو أحلامك، جاعلاً منها واقعاً. أنت قوي يدل على أنك تفكر بعقلك، لا أن تخضع لعواطفك، تدرس ثم تقرر، تقرر ثم لا تندم، لأنك درست قرارك من قبل بكل بساطة. أنت قوي، إلى الحد الذي يشبع طموحك ويدفعه حتى يكون حياً لآخر نفس من أنفاسك، أي إلى حد الاكتفاء. هذا ما أعنيه حين أقول هل أنت قوي، أعني القوة التي تطلق من خلالها قدراتك الكامنه الزاخرة دون أن تعطب، أعني ما أعناه غاندي حين قال «القوة لا تأتي من المقدرة الجسدية، إنما تأتي من الإرادة التي لا تقهر». أعني القوة المشتعلة التي تشعل داخلك وتحرق كل انتقاد غير بناء، تتجاهل العواطف إلى الحد الذي لا يؤذي أحداً ما، تحول كل ذرة تشاؤوم إلى رماد ثم تنفض الرماد بعيداً عنها. قوة تكمن في فكرك، أحاديثك، تصرفاتك، قراراتك وكل ما قد يزيد ويساهم في نجاحك. لا أقصد عضلات بتاتا، لأن الفكر حين يكون قوياً سيكون أقوى من عضلات كملت وشكلت في نادي ما، الكل يستطيع بناء عضلات جسده بارتياده نادي ما، أو باتباعه لتمارين رياضية ما، ولكن ليس الكل يستطيع بناء عضلات فكره، صاحب العضلات الفكرية ناجح بكل بساطة، وليس كل شخص معضل بدنياً جسدياً ناجحاً، لأن النجاح نجاح فكر والفكر هو صانع النجاح.