يا بني، ينقضي شبابك وتمضي أيامك وأنت أعزب! قلت: يا شيخي، زوجك الله حسناء لم يمسسها نفخ أو شفط أو نحت، ألاحقهنّ فتخذلني الدراهم، ويجافيني المنزل فيقعدني ضيق ذات اليد ولم يفتح شويش الضويحي باباً إلى السكنى بعد. قال، متعه الله بمثل مريام فارس: تزوج غنية تسعدك بجمالها وتعينك بمالها، فإن لم تجد فصبراً إلى أن يسكنك الله دبي. وحدثنا عذروب البندقي، وهو ثقة في شؤون النساء، أنه سمع شيخاً يحض على التعدد فقال له: دعنا مما لا ينفع، عليك الأولى ونحن نضمن الباقيات. وحثثت هنبقة، وهو من تعرفون، أن يتقدم بطلب إلى ولي الأمر لعله يمنحه بيتاً، فقال: ينصحوننا بالزواج ونحن بالعراء، فكيف نجد امرأة دون دار تؤويها؟ لا أظنهم يبرون عازباً. وسمعت أنس ابن أخت هذيل يحدث، في لحظة غضب فيقول: العزاب لهم صلة بالغراب، وإن زاحت النقطة قليلاً فهم متلصصون شهوانيون، ووجودهم شؤم على كل أسرة ذات بنات، ثم قال: أتعرفون الشيطان؟ فقال الحضور: بالرواية والسماع فقط. قال: هو الأعزب. أعرفتم أن للشيطان زوجة؟ وروى عن حنيس بن صندقة قوله: إذا شاعت العزوبية في بلد اعترى أهله الجرب، فالأعزب لا يجد من يحك له ظهره. وسئل حكيم عن رجلين تشاتما فقال أحدهما: يا مطلق. وقال الآخر: يا عازب، فأيهما المحق؟ قال: العازب، لأن المطلق منكر للنعمة وطامع في مزايا العزوبية. وقيل لهندمة: ألك ولد؟ فقال: هذا زمن النفط والأسهم والعقار، والأولاد يأتون عبرها، ولا حظّ لي في أي منها. وقيل لعازب شهير في منفوحة: ألا تتزوج وقد شارفت على الخمسين؟ فقال: أما الجواري فقد أنكروها، وأما الحرائر فقد غالوا علينا أثمانهنّ فلم يعد أمامنا سوى الصبر أو الفيديو.