بعد سجل حافل من العطاء والإنجازات يودِّع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل دارنا الفانية إلى دار القرار والمستقر ويختاره الله سبحانه إلى جواره في يوم عظيم وفي شهر كريم. ليكون -رحمه الله- عظيماً في حياته وفي مماته. يودّع والقلوب تتألم لفراقه والعيون تذرف الدمع حزناً عليه. يودّع أمته العربية والإسلامية التي كان مهندس وحدتها وتماسكها وثبات كيانها بين الأمم. يودّع ولسان حال أمته يقول: من لنا بسعود الفيصل. فوداعاً يا عملاق السياسة. وداعاً يا حبيب الشعوب. وداعاً أيها الأمير النزيه البار بأمته. وداعاً يا أمير الشموخ والعزة. وداعاً يا فارس الدبلوماسية. وداعاً يا سليل المجد. وداعاً يا صانعاً لأمتنا العربية هيبتها. وداعاً يا من نِلت إعجاب الملوك والساسة والقادة والعظماء بشجاعة وحنكة وذكاء. وداعاً أيها الأمير الكبير في مقامه السامي في أخلاقه. وداعاً يا أمير الإرادة والقوة. وعبر هذه الصحيفة الرائدة. فإنني أتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف -حفظه الله-، وإلى ولي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وإلى كافة الأسرة المالكة -حفظها الله- بفقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، رحمه الله رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى من الجنة مقره. وفي الختام لن نقول إلا كما قال نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك أيها الأمير المحبوب لمحزونون.