قضية الفساد التي تكشف تفاصيلها وتتابع مجرياتها صحيفة الشرق ورد في آخر أحداثها المثيرة أن اللجنة الوزارية المكلفة بملف الصكوك المشبوهة بالباحة تواصل إجراءات التحقيق مع ست شخصيات فاعلة في إخراج الصكوك، وأن كاتب ضبط سابق في مكتب قاضي الباحة، كشف للجنة أن القاضي (محل الاتهام) نقله إلى محكمة مكةالمكرمة، منذ أعوام، ثم ساومه بإعادته لمنطقة الباحة، إن لم يوفر صور هويات مواطنين دون علمهم ليتم استخراج حجج استحكام بأسمائهم، موضحاً للجنة أنه جمع أكثر من بطاقة وصورها وأرسلها للقاضي، بعد أن وعده بحمايته من أي مسؤولية، مبينا أنه اتضح له أن القاضي أخرج صكوكا عدة بأسماء مواطنين في مكة لم يعلموا عنها إلا بعد استدعائهم من اللجنة الوزارية، ليتضح لهم أن ملكية الأراضي انتقلت إلى أكثر من مشتر بتعاون القاضي وكاتب العدل. السبق الذي تنفرد بإطلاع القراء على مجرياته صحيفة الشرق ينبه إلى وضع خطير كان جاثما بمسرح القضية وهو أن الفساد بزغ من مأمنه ومن الحيز الذي يفترض أن ترفع فيه راية الحق وميزان العدل، الأمر الآخر آن الفساد اتخذ شكل التنظيم والشبكة الواسعة الممتدة من الباحة حتى مكة وهذا يدل على أن المجموعة متوغلة منذ فترة طويلة وتتحرك بشكل آمن. الأحداث تؤكد أن الحملة على الفساد جادة وتحقق نتائج مشجعة، كذلك فأشهر القضايا التي تكشف إلى الآن هي للأسف تنشأ في دهاليز المحاكم وأصبح الأمر ليس كما يظن البعض أنها حملة ضد القضاء بل هي حملة ضد محاضن الفساد يتم نبشها بإرادة ممن تبنى بنفسه قيادة حملة تقويض أركان الفساد ببلادنا.