في وقتٍ نبَّهت الأممالمتحدة منظمات الإغاثة إلى الاستعداد لهدنة محتملة في اليمن تبدأ اليوم الجمعة على أقرب تقدير؛ أسفرت معارك عنيفة اندلعت في مدينة عدن«جنوب» عن مقتل 7 مسلحين حوثيين و5 من مقاتلي المقاومة الشعبية بالتزامن مع انفجار سيارة ملغومة بالقرب من مسجد في العاصمة صنعاء. وأرسل مسؤول أممي رفيع المستوى رسالة إلى المنظمات الإغاثية المهتمة باليمنيين أعلمها فيها باحتمالية بدء هدنة اليوم بناءً على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. وأشار المسؤول في رسالته إلى وجود المبعوث الأممي الخاص بالأزمة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في جدة «غرب السعودية» لمقابلة مسؤولين سعوديين، مؤكداً بذل الأمين العام قصارى جهده لدعم مشروع لوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية خلال شهر رمضان «للسماح للهيئات الإنسانية بتكثيف جهودها في توفير المساعدات». ويصل عدد المحتاجين إلى مساعدات في اليمن إلى 21 مليون شخص (%80 من السكان) بينهم 13 مليوناً يعانون نقصاً غذائياً و9.4 مليون يعانون شح المياه. وكانت الأممالمتحدة رفعت أمس الأول هذا البلد إلى أعلى مستويات الأزمة الإنسانية على غرار دول سوريا والعراق وجنوب السودان. ميدانياً؛ قُتِلَ 7 من المتمردين الحوثيين و5 من مقاتلي المقاومة في معارك اندلعت في عدن، على ما أفاد مسؤول عسكري. وغداة يومٍ دامٍ في المدينة شَهِدَ مقتل 31 شخصاً وإصابة 103 آخرين؛ حاول الحوثيون المتمركزون فيها التقدم صباح أمس في حي البساتين. لكنهم اصطدموا بعناصر المقاومة الشعبية التي تضم مسلحين متطوعين وموالين لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وفي المنطقة الغربية من المدينة نفسها؛ قُتِلَ مدنيان عند سقوط صواريخ كاتيوشا أطلقتها قوات التمرد على عددٍ من المساكن، على ما أفاد سكان. وأكد المسؤول في «مصفاة عدن»، ناصر شايف، استهداف المصبّ النفطي القريب بنيران المتمردين لليوم الخامس على التوالي. ولا تزال النيران مشتعلة في خزانات نفط في المصفاة بعدما أصيبت في قصف صاروخي حوثي السبت الماضي. ووفقاً لمسؤول رفيع في لجنة الصليب الأحمر الدولية؛ فإن العدنيين يكافحون من أجل البقاء وسط حرب الشوارع ويواجهون تناقص إمدادات الوقود والغذاء. وقدَّر برتراند لامون عدد المهددين منهم بالجوع والمرض بنحو مليوني شخص، واصفاً مدينتهم بأنها باتت منطقة حرب محصورة في صراع بين المقاتلين المتمردين والمناهضين لهم. ولاحظ لامون، في تصريحات صحفية، تقلُّصاً شديداً في المستوى العام لمخزونات الغذاء هناك، مشيراً إلى «حدِّ الناس من تحركاتهم بسبب الصراع وبسبب خطوط الجبهات (..) ما يجعلهم أكثر قابلية للتأثر بالمخاطر وأكثر اعتماداً على المساعدات الخارجية». وفي تطور آخر؛ أفاد شهود في صنعاء بانفجار سيارة ملغومة أمس بالقرب من مسجد في وسط العاصمة ما أدى إلى سقوط مصابين. وأضافوا أن الانفجار وقع بالقرب من مقر البنك المركزي، لكن الهدف كان المسجد القريب، ولم يذكروا تفاصيل بشأن سقوط قتلى. وأضيفت مدينتا صنعاء وشبام «وسط» المهددتان نتيجة المواجهات بين المتمردين والمقاومة الشعبية إلى لائحة اليونيسكو للتراث العالمي المهدد، على ما أعلنت المنظمة أمس. وتحدثت المنظمة في بيانٍ لها عن تعرض مدينة صنعاء القديمة إلى أضرار كبرى بسبب النزاع المسلح بين مقاتلي الجانبين، وأشارت خصوصاً إلى أضرار فادحة في حي القاسمي، معربةً عن «الحزن والقلق» إزاء الدمار الذي يطول «مدينة إسلامية ذات أهمية كبرى تاريخياً وتراثياً». كما أضيفت مدينة شبام التي بُنِيَت على كتلة صخرية في القرن الميلادي السادس عشر إلى لائحة المواقع المهددة. وإضافةً إلى التهديدات المحتملة المرتبطة بالنزاع؛ تعاني المدينة التي تُعرَف ب «مانهاتن الصحراء» بسبب مبانيها المشابهة للأبراج من «مشكلات صيانة وإدارة»، بحسب بيان اليونيسكو. وفي تعز «جنوبي غرب»؛ تواصلت المعارك العنيفة بين قوات التمرد وعناصر المقاومة الشعبية ما أسفر عن سقوط مصابين. سياسياً؛ أفصح القيادي في الحزب الإشتراكي اليمني، شفيع محمد العبد، عن استقالته بصورة نهائية من الحزب بسبب ما أسماه تواطؤ الأخير مع الحروب التي تخوضها جماعة الحوثي بالتعاون مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ونبّه العبد، في منشور كتبه على موقع «فيسبوك» أمس إلى انتهاء علاقته تماماً ب «الاشتراكي» على خلفية «موقفه المتواطئ مع مليشيات الحوثي والمخلوع وسكوت قيادته عن جرائم الإبادة التي ترتكبها المليشيات بحق أهلنا في الجنوب». واشتهر الحزب خلال الأعوام الماضية بمواقفه الغامضة من الأحداث الكبرى على الساحة السياسية. والقيادي المستقيل كان اسماً اشتراكياً بارزاً، ومثَّل حزبه في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في مارس 2013 واستمر عدة أشهر. وفي سياقٍ متصل؛ قدم القائم بأعمال وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة الانقلابية، محمد المطهر، ونائبه، أحمد سهل وحدين، استقالتيهما «بسبب تدخلات جماعة الحوثي في عمل الوزارة». وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي نسخة من نص استقالة المسؤولين التي كانت موجهة إلى رئيس ما تسمى ب «اللجنة الثورية العليا»، محمد علي الحوثي. واعتبر المطهر ووحدين في الرسالة أن العمل أصبح لا يُطاق، وكشفا عن عدم قدرتهما على أداء أعمالهما «بسبب تدخلات اللجنة الثورية في الوزارة». وجاء في الاستقالة «قررنا التوقف نهائياً عن تصريف الأعمال في الوزارة ودون عودة». واللجنة الثورية العليا هي أعلى جهة في سلطة الانقلاب الذي بدأ في سبتمبر الماضي وبلغ الذروة في النصف الثاني من يناير مع الإطاحة بالرئيس عبدربه منصور هادي.