أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، عن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على توسع معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية- روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، بالشراكة مع أرامكو السعودية، الذي عرض في خمس ولايات أمريكية، ليجوب جميع دول العالم. جاء ذلك خلال توقيعه أمس، مع معالي وزير الصحة، رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، المهندس خالد الفالح، اتفاقية شراكة في برنامج «عيش السعودية» بحضور رئيس أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين المكلّف، المهندس أمين الناصر، في مقر أرامكو بالظهران، حيث قام رئيس الهيئة بجولة في مواقع الشركة شملت مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي. وتتضمن اتفاقية الشراكة بين الهيئة وأرامكو في برنامج العمل التنفيذي مشاركة أرامكو السعودية في برنامج «عيش السعودية»، كشريك استراتيجي من خلال قيام برنامج «عيش السعودية» بتنظيم رحلات إلى مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، بعد افتتاحه في العام المقبل، بما لا يقل عن 5000 طالب وطالبة خلال العام الواحد من مختلف مناطق المملكة. وأوضح رئيس الهيئة في كلمته خلال حفل التوقيع أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن إطار التعاون الوثيق والشراكة المميزة بين الهيئة وأرامكو السعودية في مجالات السياحة والآثار والتراث الوطني، والتي أثمرت عن عدة نتائج من أبرزها، التعاون في التنقيب الأثري في المنطقة الشرقية، وتوقيع اتفاقية التعاون المشترك في مجالات المحافظة على الآثار وتبادل الخبرات في الأبحاث والدراسات المسحية والميدانية والتطوير الإداري والاستثمار السياحي، وتوقيع اتفاقية التعاون لاستعادة الآثار الوطنية التي خرجت من المملكة بطرق غير مشروعة، إضافة إلى رعاية أرامكو السعودية لمعرض روائع الآثار السعودية في المتاحف الخمسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشار رئيس الهيئة إلى منح جائزة رئيس الهيئة الخاصة هذا العام لأرامكو السعودية ضمن جوائز التميز السياحي، والتي تمنح من الهيئة للجهات التي قدمت إسهاماً استثنائياً في التنمية السياحية، وذلك لإسهامها في دعم عدد من المبادرات والفعاليات السياحية والتراثية. وقال إن برنامج «عيش السعودية» يعدّ برنامجا وطنياً مهماً يجول بالنشء في مناطق المملكة والمواقع التي انطلقت منها الوحدة الوطنية، بهدف التعرف على تراث وطنهم ومعالمه التاريخية والحضارية والسياحية، ومن ثم عقد الروابط مع هذه المواقع والتعايش معها لا السكن فيها فحسب، وعدم الاكتفاء بالقراءة عنها في الكتب فقط، بل تكوين ذكريات جميلة مرتبطة ببلادهم من خلال هذه الرحلات. وثمّن دور أرامكو السعودية في البرنامج كونها شريكا رئيسًا وفاعلاً، كما أثنى على تعاون بقية الجهات المشاركة في البرنامج، وفي مقدمتها وزارة التعليم، وإمارات ومجالس التنمية السياحية في المناطق، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة الثقافة والإعلام، ودارة الملك عبدالعزيز، والخطوط الجوية السعودية، وشركة ناس، وشركة الاتصالات السعودية. من جانبه، أشاد وزير الصحة، رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، خالد الفالح، بفكرة برنامج «عيش السعودية»، لافتا إلى أن البرنامج يحوي ثلاث مزايا استراتيجية لمبادرة «عيش السعودية»، وهي التجديد الحضاري للمملكة والجزيرة العربية، موضحاً أن هذه المبادرة ستسهم في التعريف ببعد التراث الحضاري للمملكة بشكل أكبر في الوطن والعالم، ومن ثم ستعمق مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الشباب بانتمائهم لهذا الوطن العريق والمتنوع بأرضه وتاريخه وحضارته. وأفاد أن المزية الثانية هي تحويل هذا التجديد الحضاري إلى ركيزة ثالثة يمكن تسميتها بالسياحة الثقافية، تضاف إلى الركيزتين الأساسيتين في قطاع السياحة الوطني، وهما السياحة الدينية المتمثلة في ملايين الزيارات السنوية التي يقوم بها المسلمون من شتى أنحاء المعمورة للحرمين الشريفين، والسياحة الترويحية التي يقوم بها المواطنون والمقيمون لمواقع جميلة شتى من شواطئ وجبال ومدن داخل المملكة. وقال إن الميزة الثالثة تتمثل في الأثر الاقتصادي والفرص الوظيفية التي يمكن لقطاع السياحة المزدهر أن يستحدثها داخل المملكة، مشيراً إلى أنه في أحيان كثيرة يغفل العاملون خارج قطاع السياحة عن الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع، فمجالات السفر والسياحة تسهم بأكثر من سبعة تريليونات دولار سنوياً للاقتصاد العالمي وتساند نحو 270 مليون وظيفة، وأن قطاع السياحة في الواقع يعتبر أحد أسرع القطاعات الاقتصادية نمواً في العالم، مستشهداً بتجربة دبي التي استطاعت خلال أقل من عشرين سنة أن تكون بارزة على خريطة السياحة العالمية. وأشار الفالح في كلمته إلى أن برنامج «عيش السعودية» سيتيح للمشاركين من الطلبة والطالبات زيارة الفعاليات التي تنظمها أرامكو السعودية، وبخاصة فعاليات إثراء المعرفة في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى زيارة بعض منشآت أرامكو السعودية والتي تحددها الشركة بتنسيق مُسبق، بهدف إطلاع المشاركين على طبيعة أعمال الشركة ولقاء بعض العاملين فيها. وستساهم أرامكو السعودية بموجب الاتفاقية في تمويل البرنامج، إضافة إلى مشاركتها في اللجان الإشرافية للبرنامج. ويهدف برنامج «عيش السعودية» إلى تقوية المواطنة وارتباط المواطن بالوطن، من خلال تعريف الشباب على بمنجزات الوطن، وتقوية ترابط المواطنين من خلال تمكينهم من التواصل المباشر والتعرف على ثقافاتهم المختلفة، وبناء القدرات الشخصية والمعرفية وزرع القيم الإيجابية لدى النشء والشباب والتوعية بدورهم في التعريف بوطنهم، بالإضافة الى تعريف الشباب عن قرب على تراث وطنهم الحضاري والذي تعبر عنه آلاف المواقع التاريخية والأثرية والحضارية والحياة الاجتماعية والثقافات المتنوعة التي تميز كل منطقة من مناطق المملكة. ويشمل البرنامج في مرحلته الأولى فئة الشباب وبخاصة طلاب المدارس الثانوية والجامعات، ويشمل الشباب من الجنسين ومن مختلف مناطق ومدن المملكة، ويتم اختيار الشباب المشاركين بناء على معايير يتفق عليه مع الشركاء، وسيشمل البرنامج في مراحل لاحقة فئات المجتمع الأخرى. وأعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في حفل افتتاح مشروع تطوير البجيري بالدرعية التاريخية في جمادى الآخرة الماضي، عن إطلاق البرنامج، ووقع أولى شراكات البرنامج مع وزارة التعليم، في 25 رجب الماضي.