قديماً كانت على هيئة «شيطان» جاذبة للتشاؤم والنحس والغضب من الآلهة، ثم تقدموا قليلا واعتبروها عاراً على من تولد له وكأن التراب هو مسكنها «تُدفن»، وفي كل جيل يأتي فكر لها آخر، جيل اعتبرها أداة لتفريغ متعته، وجذب المال والتجارة بها»، «من أنتِ… حُرمة.. حواء.. بنات حواء!!». قد نقول إنّ نصف المجتمع ضدها، وقد نقول في مقطع آخر إن المرأة هي (نصف المجتمع) عندما يقولون إنها ضعيفة!، فهي تتحمل أشد ثاني ألم في العالم، عندما يقولون إنها ناقصة عقل، فهو بسببك أنت أيها الرجل الذي أتيت وقلت بصوت عال «المرأة عار على المجتمع» وهي أمّ بيت لا وطن!! فعندما تلد تفقد أجزاء من ذاكرتها، من أرضعك ومن سهر عليك ومن رباك يا نصف مجتمع؟ «إنها بنتٌ من بنات حواء». إنها (مجتمع بأكمله). قد يجد المجتمع الذي يحمل هوية وقلب الإسلام أنه على حق عندما يقول (نحن مسلمون ونسير على العقيدة)، إذن علينا أن نتذكر ما أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم «أمّك ثم أمّك ثم أمّك». وقد نجد أن مشكلة التعامل مع المرأة موجودة في العصر الحاضر فقط في المجتمعات العربية، كما نلاحظ بأن مجتمعنا الإسلامي لم يعطها حقوقها التي نصت عليها الشريعة الإسلامية وواجباتها ك(امرأة مسلمة). وقد شهد العرب تطورات كثيرة في العلوم والتكنولوجيا، ولكن لم نجد لهم البصمة التي تستحقها المرأة في هذه التطورات، وقد نجد أن الرجل هو الواجهة مهما كان مستواه العلمي والتحصيلي، وقد نقول في الأغلب إن النساء يتفوقن في مجالات عدة، ولكن الرجال هم الذين يأخذون دور الصدارة!! وكثير من الأمور التي يكون استحقاق المرأة هو الأفضل ولكننا نجدها «تشطف». وهنا قد نجد أن المرأة لا رأي لها بين المجتمع ولا على نفسها، وقد تصل حتى في زواجها الشرعي إلى حالة «صفقة بيع» تحمل الربح والخسارة. عندما نرى أو نسمع بأن بعض الأزواج يضربون زوجاتهم، هنا علينا التصديق بأن الزواج أصبح صفقة تجارية لقضاء وقت الفراغ «وليس لخلق ابتسامة على وجه حواء» قد نقول حينها بأنها جارية! أما عندما ننظر للأزواج الذين يرغبون في الزواج بالموظفات وذلك من أجل استغلال رواتبهم نتساءل هل يستطيع هؤلاء أن يفرقوا بين المرأة والخادمة، وهل مساعدة الزوج لها في وجهة نظرهم إهانة!؟، هل وهل «أنتِ (مُهانة)»؟. ارفعي يديك لله سبحانه وتعالى فليس لك إلا رحمته، ولكن السكوت هو الرضا، وسكوتك هو خسارة نصف مجتمع وقد يكون مجتمعا بأكمله، فإن سبب مشكلاتنا نحن العرب هو تجاهلك «أنتِ» أيتها المرأة. لا شيء على الأرض إلا لشيء «والمرأة هي نصف كل شيء»، لذا علينا أن نكتمل من خلال نصفنا الآخر..(أنتِ يا حواء).