تتحدث مصادر ليبية ل”الشرق”عن محاولات بقايا أنصار القذافي، أو كما يسميها الثوار “الطابور الخامس”، للإيقاع بين المناطق التي تعاني من حساسيات فيما بينها تعود إلى ما قبل الثورة الليبية. وكشفت مصادر إعلامية بعض التفاصيل عن هذه الخطة، بأن يخرج الموالون للقذافي في المناطق التي تخلفت عن الثورة الليبية بفترة، مثل ورشفانه والعجيلات ورقدالين، ويقومون برفع الأعلام الخضراء وإشعال النيران وإطلاق الرصاص الحي، ويشتبكون مع المناطق المجاورة، ومن ثم ينسحبون ويختفون وسط هذه المدن، ثم يأتي الثوار من المدن التي كان لها سبق في الثورة، لتمشيط هذه المناطق والتأكد من خلوها من بقايا أنصار القذافي، وهذا الأمر يثر حفيظة أهل ويرفضونه، ويعتبرونه تعدَ على أراضيهم وممتلكاتهم. وتفيد مصادرنا أن الكثيرين في الزاوية وطرابلس، يشيرون بأصابع الاتهام إلى من أطلقوا عليهم “الطابور الخامس”، المشكل من بقايا الأجهزة الأمنية واللجان الثورية في عهد الرئيس السابق. وتستبعد المصادر نفسها حضورا مؤثرا لبقايا كتائب القذافي، وأكثر الاشتباكات التي تشهدها مناطق معينة، إنما هي نتيجة تصفية الحسابات بين بعض المناطق والقبائل التي عرفت تاريخيا حالات من التنافس والتصادم بينها، وكذا تصرفات خاطئة أساءت لبعض الثوار، من عمليات تهجير وتضييق وتخوين، في ظل فراغ سياسي وأمني رهيب. وهناك مخاوف من اتساع رقعة هذه الاشتباكات أو كثرة تكرارها، في ظل غياب جيش وطني، يضم كافة الثوار الراغبين في الالتحاق بصفوفه، وهو ما لم يتشكل إلى الآن. المطلوب عاجلا.. ملء الفراغ الأمني والسياسي: والمطلوب، كما يراه المراقبون، هو الإسراع في تشكيل جيش وطني واحد يضم كافة الثوار، والإسراع في ملء الفراغ السياسي والأمني من طرف المجلس الانتقالي الوطني، خاصة وأن هناك قلقا بارز من قلة الوعي بالحياة الديمقراطية وضعف العمل المدني. وهناك أيضا تحدي بروز النعرات الجهوية والقبلية والتنازع الأيديولوجي، كما تحدث أحد السياسيين الليبيين، وما خلَّفه النظام من تصدعات في النسيج الاجتماعي بعد توظيفه لقبائل ومناطق لمحاربة أخرى بعد اندلاع الثورة، هذا علاوة على انهيار كافة مؤسسات الدولة، بما فيها الأجهزة الأمنية، وكذلك انتشار السلاح بشكل كثيف ومخيف. ليبيا