أكد مجموعة من المختصين والمستشارين أن معظم حالات التوحد تتأخر في التشخيص، وأعداد الأطفال المصابين بالمرض تقدر بطفل واحد بين كل 7 أطفال عالمياً، وأسباب الإصابة مجهولة حتى الآن، فبعضهم يرجعها إلى خلل جيني وراثي أو لتعرض الأم الحامل لمواد سامة. وأشاروا خلال ملتقى «طفولتي الأولى» المقام في سايتك الخبر برعاية جمعية جود النسائية وتنظيم من عهود التنق وفريق ون التطوعي، إلى قضية التحرش بالأطفال، مؤكدين أن 80% من التحرشات تصدر من المقربين. الاختصاصية النفسية رنا عز أكدت أن معظم حالات الطفل التوحدي تتأخر في التشخيص، وكل لحظة تعتبر فارقاً كبيراً، ولا توجد إحصائية ثابتة عن عدد مصابي التوحد في المملكة، ولكن عالمياً هناك 76 مليوناً، وقدرت بعض الدراسات أن طفلاً واحداً من بين 7 أطفال مصاب بالتوحد، وقالت إن الأسباب مجهولة حتى الآن، فبعضهم يرجعها إلى خلل جيني وراثي، وبعضهم يقول تعرض الأم الحامل لمواد سامة، ودعت إلى الاهتمام أكثر في فك لغز هذا المرض عن طريق مراكز البحوث، وقالت إن التدخلات السلوكية في الوقت المناسب تنمي وتحسن أداء طفل التوحد. وقال المستشار القانوني أحمد المحيميد إن التوحد كان مرضاً مجهولاً في المملكة قبل 30 عاماً، وحين تظهر الأعراض يتوجه والد الطفل إلى (المطوع) للقراءة عليه، ولكن الآن لوحظ تطور فكر المجتمع تزامناً مع صدور حزمة من القرارت التي تحمي الطفل وتكفل له حقوقه في التعليم والعلاج والعيش بسلام، وأضاف «من ضمن 733 نظاماً في المملكة هناك 198 نظاماً يخص الحقوق والحماية، ومنها نظام رعاية المعاقين والحماية من الإيذاء والاتجار بالبشر»، مبيناً أن جريمة الاتجار بالبشر كامتهان الطفل بالتسول والدعارة والعمل قبل سن العمل تعرض صاحبها للسجن عشر سنوات وغرامة تصل إلى مليون ريال، أما العنف ضد الطفل فيعرض الشخص للسجن من شهر إلى خمس سنوات وغرامة من ألف إلى خمسين ألف ريال، وأضاف أن إهمال الطفل أو تعريضه للكي أو (المعايرة) وتشبيهه بالحيوانات واستنقاصه يندرج ضمن العنف ضد الطفل، الذي حددت له عقوبات في وقت سابق، وأضاف أن التبليغ إلزامي على كل من يطلع على حالة عنف، خصوصاً الكادر التعليمي والطبي بحسب نظام الحد من الإيذاء الأخير، وذلك بالتواصل مع رقم (1919). الدكتور فوزي الجمعان يقول «لا يمر علي أسبوع إلا وأستقبل 3 حالات، ما يقدر ب 22 ألف طفل مصاب في المملكة، منهم سياسيون وإعلاميون ولاعبو كرة». المستشارة هوازن الزهراني بينت أنها تعرضت لكثير من المواقف السلبية عند تحضيرها لكتابها «حماية وسلام» من سلسلة «أنا أحمي نفسي»، وهو أول كتاب للتوعية بالتحرش في 2008، ولكن في 2015 وجدت تجاوباً مختلفاً من الأمهات، وهذا دليل على استيعاب المجتمع حقوق الطفل والقوانين التي وضعت لحمايته ولخصت خطة لحماية الطفل من الاعتداء بأربع خطوات: ارفض، اصرخ، اهرب إلى منطقة آمنة، أبلِغ الوالدين. وأضافت أنها عند عملها كمعلمة شهدت كثيراً من حالات الاعتداء، والمقربون سببها بنسبة 80%. وتروي والدة طفل توحدي قصة ابنها، وهي مؤسسة مركز سمو للتوحد فايزة الرويلي، حيث تقول «كنت ألاحظ أن طفلي مختلف، توقف عن النطق والتواصل وانفصل عن أخته التوأم، وترددت على الأطباء وكانوا يقولون لأنك مخالطة للمعاقين تتوهمين المرض لابنك بحكم أنني كنت اختصاصية علاج طبيعي، وكررت الذهاب إلى الأطباء لتشخيص حالة ابني، وشخص بالتوحد في عمر سنة ونصف السنة! وطالبني الطبيب حينها بالاستسلام للقدر، ولكن بحثت في المواقع الأجنبية وطورت نفسي حتى تخطى ابني هذه المرحلة وهو الآن طفل مصاب بطيف توحدي بعد أن كان طفلاً شديد التوحد، وخرجنا في المركز 4 حالات إلى التعليم العام، وليس الدمج، وقالت إن المركز يقيم دورات لصقل مهارات الأم في التعامل مع الطفل التوحدي، وقريباً دورة لتعليم الطفل مهارة الذهاب إلى دورات المياه. وضمن فعاليات اليوم العالمي لكتاب الطفل واليوم العالمي للتوحد، كرم القائمون على مبادرة «طفولتي الأولى»، أصغر مؤلفة سعودية الطفلة سديم النهدي، لكتابها (لن أفشي سراً)، وقالت النهدي إن جدها ووالدها سانداها في إشباع رغبتها في الكتابة والتأليف حتى عرضت كتابها في معرض الكتاب الأخير بمدينة الرياض، وخصصت 15% من ريع المبيعات لجمعية أطفال التوحد، وتوافد الحضور بعد ذلك للاستماع للحلقة النقاشية التي تناولت الطرق الحديثة لإثراء حياة الطفل ومساعدة الأهل في التعامل مع الطفل السليم والتوحدي.