تقول النكتة إن امرأة جاءت إلى زوجها وقالت له وهي تنتفض من الرعب: اطرد السواق كان (حيموتني) مرتين في حادثة، فرد عليها الزوج بخبث وبرود: خلينا نديه فرصة ثالثة! وزارة التربية تشبه هذا الزوج لأنها أحياناً لا تكترث بأرواح طلابها لذا هي لا تولي مسألة السلامة في المدراس اهتماماً فعلياً وواقعياً بعيداً عن اهتمامات الورق والكلام! بالأمس ذهبت أرواح بريئة في براعم جدة! وهو إعلان نذير لخلل يتوزع في كل أنحاء البلد، لكن لا أحد يبالي! وقد أرسل إلي مجموعة من أهالي أبوعريش في جازان خطاباً يتضمن تقريراً للدفاع المدني هناك عن مدرسة متوسطة للبنين اسمها عقبة بن نافع.. يقول الخطاب الموجه لإدارة مكتب الإشراف التربوي: «بناء على الشكوى المقدمة من أحد أولياء الأمور بأن ولده تعرض لصعقة كهربائية من أحد المقابس المكشوفة وعليه تم شخوص المختصين بقسم السلامة لدينا على المدرسة ووجدت بأنها تشكل خطورة بالغة على مرتاديها من طلبة ومدرسين وعاملين من حيث سلامة المبنى إنشائياً نظراً لوجود تشققات واضحة وتسريب مياه وكذلك خطورة التمديدات الكهربائية والمقابس والأفياش لأنها مكشوفة تماماً كما يوجد محول كهربائي بالقرب من إسطوانات الغاز وقد تم تزويدكم بصورة من التقرير الخاص بالمدرسة. لذا نأمل بعد إطلاع شخوص المختصين لديكم على المدرسة وتصحيح وضعها بصفة عاجلة حرصاً على حياة أبنائنا الطلبة...».. (انتهى) هذا الخطاب مؤرخ منذ رجب الماضي، ولم يحدث شيء! وأطلعت صديقاً أمريكياً على السطور السابقة فأمسك برأسه وقال عندنا يغلقون المدرسة فوراً ولو لمدة شهر ويستنفرون في إصلاح الأوضاع لأن سلامة الطلاب عندنا مقدمة على التعليم، والإهمال في السلامة يعاقب عليه القانون بشدة ولو حدثت صعقة خفيفة لطالب تعوضه المدرسة! قلت له أما عندنا فكما ترى اقتربت سنة ولم يفعلوا شيئاً حتى يموت طالب أو اثنان أو يسقط هذا الجدار أو ذاك السقف أو يختلط الغاز بالكهرباء بالماء إعداداً لحفلة شواء محترمة! ساعتها يمكن يفكرون يغيرون الوضع لأنه ببساطة يا صديقي: إنسانكم له قيمة وإنساننا بلا قيمة!