تواصلت المعارك بين مسلحين منتمين لقبائل يمنية مناهضة للحوثيين ومقاتلي الجماعة المتمردة، وأفيد أمس عن مقتل 38 شخصاً على الأقل في مواجهات بين الطرفين قرب منطقة نفطية جنوب اليمن، في وقتٍ أرسلت باكستان طائرة بوينغ 747 جامبو وفرقاطة لإجلاء رعاياها وموظفيها الدبلوماسيين في اليمن. وقالت مصادر إن مواجهات اندلعت أمس قرب منطقة عسيلان النفطية في محافظة شبوة بين مسلحين قبليين ومتمردين. وذكر مسؤول أمني أن «الحوثيين وحلفاءهم خسروا 30 عنصراً في المعارك التي أدت إلى مقتل 8 من أفراد القبائل». وأكدت هذه الحصيلة الأوَّلية مصادر قبلية عدة. في الوقت نفسه، أرسلت قبائل من محافظة أبين تعزيزات إلى قبائل منطقة شبوة، وفق المصادر التي لفتت إلى أن قافلة من 200 آلية تقلُّ أسلحة ومقاتلين في طريقها إلى منطقة بيحان في شبوة. وترفض قبائل يمنية تمدد الحوثيين وتمردهم على الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، وتسبَّب زحف المتمردين إلى الجنوب في اندلاع مواجهات مع القبائل. في سياقٍ متصل، جدد وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، رفض الشرعية في البلاد أي حوار مع المتمردين قبل استسلامهم. وقال ياسين، في مؤتمر صحفي في شرم الشيخ المصرية التي اختُتِمَت فيها أمس أعمال القمة العربية، إنه لن تجري «مفاوضات أو حوار ما دامت الحكومة الشرعية لم تستعد السيطرة على كل الأراضي اليمنية». واعتبر أنه «ليكون هناك حوار مع الحوثيين، ينبغي أولاً أن يسلِّموا أسلحتهم ويعيدوا الأسلحة التي استولوا عليها من مخازن الجيش». وتابع «نحن لم نرفض أبداً أن يكون هناك حوار سياسي، لكن من يأتي للحوار السياسي لا يأتي ووراءه قوة عسكرية». وجدد ياسين إشادته بعملية «عاصفة الحزم» العسكرية، وقال إنها «حققت غطاءً جوياً ومنعت الطائرات التي يمتلكها الحوثيون من قصف عدن». وكان الرئيس اليمني عاد إلى الرياض بعد مشاركته أمس الأول في جلسة افتتاح القمة العربية. إلى ذلك؛ أرسلت باكستان طائرة بوينغ 747 جامبو وفرقاطة لإجلاء رعاياها وموظفيها الدبلوماسيين من اليمن. وذكر السفير الباكستاني في اليمن، عرفان شامي، في تصريحٍ لشبكة التلفزيون الرسمية في باكستان أمس أن المرحلة الأولى من الإجلاء تستهدف نقل 482 باكستانياً. وأوضح أن «الطائرة هبطت في الحديدة وبدأ الركاب في الصعود إليها وعبَّروا عن فرحتهم بالتصفيق». وكانت وزارة الخارجية الباكستانية أعلنت في بيانٍ لها أمس الأول أنه «بناءً على توجيه رئيس الوزراء؛ اتخذت الحكومة كل التدابير الضرورية للقيام بعملية إجلاء فورية لأفراد الجالية الباكستانية وموظفي السفارة». وبحسب تصريح السفير أمس، فإن طائرة ثانية أصغر تنقل 230 مسافراً باتت في وضع الاستعداد للإقلاع. في السياق ذاته، أعلن متحدث باسم البحرية الباكستانية أن فرقاطة للبحرية الباكستانية غادرت كراتشي أمس لإعادة رعايا باكستانيين من اليمن. ويعيش حوالي 3 آلاف باكستاني في اليمن. من جهتها، أعلنت الهند أمس على لسان وزيرة الخارجية سوشما سواراج؛ أنها تستعد لإعادة رعاياها في اليمن. وبيَّنت الوزيرة أن «حوالى 4100 من الرعايا الهنود يقيمون في اليمن ومنهم 3100 في صنعاء و500 في عدن»، مضيفةً «حصلنا على تصريح لاستخدام أحد المطارات اليمنية 3 ساعات يومياً».