في منتصف شارع بينسيلفينيا الشهير في العاصمة الأمريكيةواشنطن يقع أحد أهم المتاحف المهتمة بتوثيق العملية الإعلامية، متحف «نيوزيم». وبمجرد المرور بمقربة من المبنى ذي الطوابق ال 7 سيتم استقبالك بخمسين صفحة أولى تمثل أهم الصفحات الأولى من مختلف الولايات يتم تحديثها يومياً في تمام الساعة ال 6 صباحاً، بينما تمثل طوابق المتحف ال 7 مختلف الحقب التي مرت بها صناعة الإعلام عبر التاريخ. وتقوم فلسفة المتحف على مساعدة العامة ورجال الإعلام على فهم بعضهم الآخر في السعي نحو التعريف بالدور المفصلي الذي تلعبه حرية الصحافة وتبادل (المعلومات) في تشكيل الرأي العام وفهم الواقع. وكماهو معروف فأصعب الأسئلة دائماً هي تلك التي تكون في غاية البساطة، وهذا ما يقابل به المتحف زواره من خلال فيلم لا يتجاوز8 دقائق ليجيب على السؤال البسيط: ماهي الأخبار؟ يستعرض فيه بإيجاز وإبداع كل ما يمكن أن يسمى (أخباراً) وكيف يرتبط ذلك بك كمتلق بصورة أو أخرى. وقبل أن يأخذك المتحف في جولة تاريخية عميقة عن تطور العملية الاتصالية وتأثيرها على جودة الأخبار وسرعة نقلها، يستعرض قطعة حقيقية من جدار برلين الفاصل بين ألمانياالشرقية والغربية، الذي يمثل طرفي النقيض بينهما كل ما يحاول المتحف إيصاله من رسائل. كما يوائم المتحف بين الماضي والحاضر و(الآن) بطريقة سلسة مع إضافة خاصية (التفاعلية) التي تتيح للزائر الولوج داخل الحدث وعيش التجربة كما يعيشها أصحابها تماماً. صحيح أن صناعة الإعلام هي أحد أهم الصناعات المهمة التي يجب على المتلقي الوعي بقدر لا بأس به من خفاياها التي تمسه مباشرة، إلا أن صناعة تقديم المعلومة والدمج بين المتعة والفائدة بمثل هذه المتاحف، هي إحدى الصناعات التي لا تقل عنها أهميةً واحترافاً.