قبل سنوات ذهبت بأبنائي إلى أحد الأندية الرياضية رغبة منهم في تعلم لعبة الجمباز، إلا أن مدرب اللعبة وافق على اشتراك أحدهم ورفض الآخر بحجة أن عمره تجاوز اللعبة. أبنائي كغيرهم من تلاميذ المدارس في المملكة لم يجدوا فرصة مزاولة اللعبة لأنها لاتدرس في مدارسنا للأسف، في الوقت الذي كان يمارسها الجيل القديم من الطلاب، أي بمعنى أنها كانت ضمن الألعاب الرياضية التي كان يلعبها التلاميذ تحت إشراف معلمي الرياضة لتختفي اللعبة فجأة. وما يعرف عن التعليم في كل دول العالم أنه يتطور ولا يتراجع. قبل أيام نشر خبر عن بدء دورة تدريبية لمعلمي التربية البدنية ومشرفيها في الرياض، لإعداد قيادات متخصصة في رياضة الجمباز ضمن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، من خلال شركة تطوير للخدمات التعليمية، وبالتعاون مع الاتحاد السعودي للجمباز بهدف توطين اللعبة ونشرها في المملكة أيضا. ورياضة الجمباز هي رياضة يونانية عمرها أكثر من 4 آلاف سنة، ويمكن ممارستها دون الحاجة إلى معدات، وهي تساهم في تقوية عضلات الجسم وإكسابه المرونة والخفة، وتنمي توازن الحركة وتطور قدرة الجهاز التنفسي، وتؤدي إلى ثقة الطفل بنفسه والجراءة والتصميم والتصرف، وهي تساعد الأطفال في تطوير أي نوع من ألعاب الرياضة، أي بمعنى أنها أساس الألعاب الرياضية، وأصبح الجمباز جزءا من الألعاب الأولمبية منذ عام 1896م، ويعتبر (يوهان باسيدو) الألماني أول من أدخل اللعبة ضمن برامج مدرسته سنة 1776م. ما أعرفه أن هناك رغبة لدى وزارة التربية والتعليم في الاهتمام بالرياضة في مدارس الأولاد والبنات، وهو اهتمام يعني الحرص على صحة أبنائنا وبناتنا، وهذا يعني أن يكون هناك توجه عام من قبل القطاعات ذات العلاقة كالبلديات، وذلك بإنشاء نواد رياضية خاصة في الأحياء للجنسين، فالمشي لايحل كل المشكلات الصحية خاصة بالنسبة للإناث اللاتي لايستطعن ممارسة الركض أو الرياضات الأخرى في الممشى المكشوف. ومع انتشار أمراض السمنة الخطيرة التي تعالج الرياضة جزءا منها، لابد من الاهتمام برياضة الجميع المرأة والرجل، وبتوفير أماكن مناسبة للمرأة وبشكل مجاني أو بأسعار رمزية.