لا أدرى كيف أبدأ، ونحن نعيش فترة عصيبة من حياة أمة الإسلام، أصبح فيها سب الدين والتعدي على ذات الله والانتقاص من شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ديدن كل كافر وملحد وزنديق وعدو حاقد، من شتى الملل والأجناس. هكذا أصبح الله ورسوله صلى الله عليه وسلم غرضاً للمتطاولين من البشر في كل مكان، والذين يسخّرون أقلامهم المسمومة للتعبير الساخر والمهين، متجاوزين حدود التأدب مع الله ورسوله! هكذا جهاراً نهاراً تحت سمع وبصر المسلمين، فكيف إذا وقف هؤلاء بين يدي ربهم؟ ألم يعلم هؤلاء أنه لا حياة بلا قلم ولا قلم بلا ضمير؟ ألم يعلموا أن القلم يعبر عن الفكر؟ وأنه سلاح يتساوى مع الصاروخ والدبابة؟ وأنه هو النعمة وهو النقمة وهو الهزيمة وهو النصر؟ وبالعلم وأدواته تكون الحياة إما فوضى وإما نظاما؟ إما عزة وإما ذلة؟ وأنّ القلم أداة ينبغي أن يكون بأيدي الشرفاء، الذين ترصع حروفهم بالجواهر والألماس، وهو نفسه القلم الذي يكون في يد الرعديد فيكون نقمة عليهم وعلى وطنهم وأمتهم؟ إن من يسقط هذا السقوط الفاضح ينطبق عليه وصف الشاعر في قوله:في كفه قلم يمج لعابه.. سما وينفثه على الأوراق! ولا نملك إلا أن نقول: اللهم إنا نبرأ ونعتذر إليك مما صنع السفهاء!