أعلنت القوات الحكومية الليبية أمس، أن جسم أحد خزانات النفط الثلاثة التي تشتعل فيها النيران في مرفأ السدرة بمنطقة الهلال النفطي انصهر وسالت منه الحمم النفطية المشتعلة ما يهدد بامتداد النار إلى سائر خزانات المرفأ. وقال مسؤول تقني في شركة الواحة للنفط التي تتولى إدارة المرفأ إن «أحد الخزانات الثلاثة المشتعلة فيها النيران خرج حريقه عن السيطرة بعد أن انفجر وانصهر جسمه وسالت منه الحمم النفطية المشتعلة لتنتشر في محيط الخزانات ال 19 التي تحوي 6.2 مليون برميل من النفط الخام، ما يهدد بشكل حقيقي باحتراقها جميعاً». وليل الأحد أعلنت القوات الحكومية أنها تمكنت من إخماد الحرائق في أربعة خزانات نفطية من أصل سبعة اندلعت فيها النيران تباعاً بعد استهداف أحدها خلال هجوم شنته ميليشيات فجر ليبيا الخميس على المنطقة. وطالب المسؤول التقني بمساعدة خارجية للسيطرة على الحريق نتيجة صعوبة الموقف ونقص الإمكانات. وقال»هناك تهديد حقيقي باحتراق كامل الخزانات، رجال الإطفاء الليبيون قاموا بجهود مضنية منذ أربعة أيام للسيطرة على الحريق دون تدخل دولي بطيران الإطفاء، لقد سحبنا الإطفائيين حرصاً على سلامتهم من المكان نتيجة تطاير ألسنة اللهب، و النيران لا تتوقف». وطلبت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً مساعدة خارجية للسيطرة على الحريق، لكن إيطاليا اشترطت توقف القتال في المنطقة لتقديم المساعدة. وصباح الأحد شنت مقاتلات الجيش الليبي لأول مرة منذ بداية النزاع غارات على مدينة مصراتة التي ينحدر منها معظم مقاتلي ميليشيات «فجر ليبيا»، بعد ساعات من إغارة هذه الميليشيات على مرفأ السدرة. تسيطر ميلشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس وهي تضم عدة فصائل ولا سيما إسلامية. بدأت هذه الميليشيات هجماتها على منطقة الهلال النفطي منذ نحو أسبوعين السيطرة على هذه المنطقة التي تعد أغنى مناطق البلاد بالنفط في عملية أطلقت عليها مطلع الأسبوع الماضي «عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية» قائلة إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام وهو «البرلمان المنتهية ولايته». وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كلم) شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازيوطرابلس، وتحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا. وتتنازع على الشرعية في ليبيا التي يعصف بها القتال والفلتان الأمني حكومتان وبرلمانان منذ سيطرة فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في أغسطس الماضي.