تحولت جلسة مجلس النواب الأردني ظهر أمس (الأربعاء) إلى ما يشبه المظاهرة عندما انسحب عدد من النواب من الجلسة، ثم تجمعوا في مدخل قبة البرلمان وبدأوا بالهتاف ضد رئيس المجلس وضد زملاء لهم اتهموهم بحماية الفساد، ورددوا هتافات من بينها “تزوير، تزوير، عيب، عيب، الفساد انتصر، الفساد يحكم المجلس”. وكان النواب يحتجون على التصويت على قرار يحيل بعض القضايا التي تتعلق بالفساد من مجلس النواب إلى هيئة مكافحة الفساد، في سيناريو وصفه المحتجون بأنه يهدف إلى تمييع التحقيق النيابي في عدد من أهم قضايا الفساد في الأردن. وقال النائب جميل النمري ل”الشرق” بعد الجلسة أن ما جرى فضيحة حقيقية في حق مجلس النواب، وأضاف أن ما يجري يثبت المساعي الحثيثة لحماية الفساد، متهماً رئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي بطرح التصويت على تلك المذكرة في غير وقتها لتمريرها واتخاذ قرار بشأنها، كما اتهمه بالعد بطريقة خاطئة لترجيح كفة مؤيدي المذكرة. أما النائب وصفي الرواشدة فقال ل”الشرق” إن ما يجري جاء بتعليمات من الأجهزة الأمنية التي تتحكم بعدد من النواب، ووصفهم بأنهم نواب ال”ألو”، في إشارة إلى تلقيهم التعليمات على الهاتف. وأضاف الرواشدة أنه سيكشف تفاصيل تلك الاتصالات والتعليمات، مشدداً على أنه يمتلك تسجيلات صوتية تدل على ذلك. ولكن النائب محمود الخرابشة كان له رأي مخالف حيث قال إن من الممكن إعادة التصويت في الجلسة المقبلة. وكان 75 نائباً رفعوا مذكرة مثيرة للجدل قبل أيام يتم بموجبها حل لجان التحقيق النيابية في عدد من ملفات الفساد، وإحالة تلك الملفات إلى هيئة مكافحة الفساد. وقد علقت النائبة وفاء بني مصطفى على المذكرة قبل التصويت عليها بقولها إن ذلك يضيع جهود أسابيع من عمل تلك اللجان التي أنجزت تحقيقات مهمة ونتائج متقدمة. وانضمت بني مصطفى لزملائها الغاضبين وغادرت القاعة، فيما بدأ النواب المحتجون بالتوعد والإعداد لجلسات ساخنة مقبلة، مما ينذر بانتقال عدوى التسخين من الشارع إلى المجلس، خصوصاً بعد انتقال أسلوب الهتاف الجماعي والاحتجاج إلى ما تحت القبة.