رفض عضو مجلس الشورى، القاضي عيسى الغيث، القول بأن حب الوطن من الجاهلية. وقال الغيث، خلال محاضرةٍ ألقاها أمس في غرفة أبها بعنوان «الوطنية بين النظرية والتطبيق»، إن ترسيخ الوطنية ضرورة لأنها ضد الطائفية والتمذهب والمناطقية والقبلية، داعياً إلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في حبه لمكة المكرمة. وتساءل عضو «الشورى»: «هل من الوطنية أن نسكت عمن يهاجم وطننا وولي أمرنا؟ وهل من الوطنية تجاهل الإيجابيات الموجودة في الوطن وعكس صورة سلبية عنه ومساندة القنوات الفضائية التي تهاجمه؟»، مشدداً على ضرورة الاعتزاز بالوطن والعمل على حماية الجيل الجديد من الانتماءات الفكرية وتأصيل مبادئ الحزبية ومحاضن الفكر الإرهابي. في سياقٍ متصل، تحدَّث الغيث عن ضرورة إعادة النظر في طرق التربية داخل البيت أو المسجد أو المدرسة، منبهاً إلى خطورة حدوث خلل في مفهوم الأمن الفكري. وأيَّد الغيث مقترح توحيد خطب الجمعة على مستوى جميع مساجد المملكة بغرض طرح قضايا قيِّمة تهم المسلمين. حذر عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث، من تأصيل مبادئ الحزبية ومحاضن الفكر الإرهابي، التي تستهدف أبناء السعوديين وضرورة حماية الجيل الجديد من الانتماءات الفكرية، مشددا على أهمية التزام المنهج العلمي القائم على التثبت وفحص الأقوال والأخذ والرد على هديٍ من الكتاب والسنة، مع ضرورة استخدام العقل والاستقلال. كما دعا إلى الاعتزاز بالوطن، وتكريس مشاعر الوطنية في نفوس النشء، فحب الوطن ليس جاهلية بل هو أمر فطري. جاء ذلك خلال محاضرته التي استضافتها «غرفة أبها» بعنوان «الوطنية بين النظرية والتطبيق» التي قدمها رئيس النادي الأدبي في أبها الدكتور أحمد آل مريع وبحضور نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة الدكتور زايد عسيري. وتناول الغيث إشكاليات اضطراب مفهوم الوطنية واعتزاز بعض الأشخاص بالأسرة، والقبيلة، وهو ما اعتبره تجاوزا لمفهوم الوطنية وصرف النظر عنها ممن يجعلون من المفهوم الإسلامي سلّما لتخطيه. ودعا إلى الخروج من حاله الفصام في مكوناتنا الاجتماعية تجاه الوطن، وأن نقتدي برسول الله في حبه لمكة. وأضاف: لابد أن نتساءل: هل من الوطنية أن تسكت عمن يهاجم وطننا وولي أمرنا؟ وهل من الوطنية تجاهل الإيجابيات الموجودة في الوطن وعكس صورة سالبة عنه، ومساندة القنوات الفضائية التي تهاجمه. وطالب بأن لا نكون قبليين ولا مناطقيين ولا طائفيين ولا مذهبيين، فكلنا مواطنون ولدينا كامل الحقوق والواجبات. وشدد على أهمية الابتعاد عن التصنيفات وعلى ترسيخ العلاقات الأخوية فلا أحد يملك ميزان الإسلام كي يكفر هذا أو يدخل هذا في الإسلام. وتحدث الغيث عن مفهوم الأمن الفكري من الناحية الشرعية والارتباط بين الأمن والإيمان وأهميته، كما تناول خطورة الإخلال بالأمن الفكري، وما حصل للأمم السابقة الذين أصابهم انحراف في فكرهم، ووسائل حماية الأمن الفكري تحدث عن وجوب إعادة النظر في طرق التربية سواء في البيت أو المسجد أو المدرسة. وختم محاضرته بالرد على المداخلات متناولا عديدا من القضايا الفقهية التي تطرق إليها الإعلام مؤيدا فكرة توحيد خطب الجمعة في السعودية، وذلك لضمان طرح مواضيع قيمة تهم المسلمين.