دون كلل أو ملل، وكما عرف عنه.. بدأ الفنان عبدالعظيم الضامن وبمجهود شخصي رحلته الطويلة للدخول في عالم الأرقام القياسية بموسوعة جينس عبر لوحته الشهيرة «المحبة والسلام». لم يكن يتوقع عندما بدأ هذا المجهود في عام 2005، أنه سيبلغ كل هذا البعد الإنساني وأنه سوف يتم اختياره كأفضل ناشط في مجال نشر المحبة والسلام من قبل منظمة دنماركية اشتهرت بالعمل على نشر ثقافة المحبة والسلام بين الشعوب.. إذاً؛ فالضامن قد لا تهمه الشهرة، بقدر ما يطمح في أن يكون ثمن السهر والتعب والسفر المتواصل على مدى تسع سنوات ثمناً ليس بخساً، لقد حقق جزءاً من هدفه وها هي لوحته التي بلغت ال 1200م حتى الآن، وتنقلت في عدد من قارات العالم انطلاقاً من القطيف قد حققت هذا الاعتراف من مؤسسة لها وزنها على مستوى العالم. هي العالمية إذاً انطلاقاً من البعد المحلي ورغبة أكيدة لدى الضامن في أن تكون المملكة ليس منبعاً للإسلام فقط، وإنما تكون مصدراً مهماً من مصادر نشر ثقافة السلام والمحبة والتآخي بين كل شعوب العالم.. اختارت الإدارة العامة لمنظمة السلام والصداقة الدولية في مملكة الدنمارك، يوم أمس، الفنان التشكيلي السعودي عبدالعظيم الضامن، كأفضل ناشط في نشر ثقافة المحبة والسلام في العالم للعام 2014م، وذلك نظير جهوده في نشر ثقافة التسامح بين الشعوب، عبر لوحته التشكيلية التي ابتكرها لتكون أطول لوحة في العالم وجسراً للتواصل مع مختلف الشعوب. وتهتم المنظمة بالجانب الإنساني لنشر ثقافة المحبة والسلام في العالم، ومقرها الدنمارك، ولها 13 فرعاً في عدة دول، ويساندها في عملها آلاف الأعضاء من مختلف الجنسيات، جمعهم هم واحد فقط وهو نشر المحبة والتسامح بين الشعوب. ويروي الضامن بداية الحكاية بالقول: «كانت لوحة المحبة والسلام جسر التواصل مع العالم، وقبل أربع سنوات تم ترشيحي ممثلاً للمنظمة لنشر ثقافة التسامح والمحبة والسلام، وذلك بعد مشوار طويل قضيته مع العمل التطوعي في خدمة الإنسانية من خلال الفن ولوحة المحبة والسلام». وأضاف قائلاً: لقد بدأت العمل على تنفيذ المشروع منذ عام 2005م بجهود شخصية لتحقيق إنجاز أطول لوحة جماعية في العالم تحت عنوان: (المملكة أرض المحبة والسلام) هدفنا من ذلك، التواصل مع العالم وإيجاد جسور من الحوار المعرفي من خلال اللوحة، التي تجمع الفنانين والمهتمين في كل المجتمعات، والوحدة الوطنية بين الفنانين في المملكة والخليج العربي والدول العربية في قلب واحد. وقال الضامن إننا نحمل في جولاتنا رسالة حب وتسامح وسلام، ولقد قمنا بتنفيذ المرحلة الأولى في مهرجان الدوخلة بسنابس عام 2006م، ثم انتقلنا للجوف والباحة حتى المخيم الكشفي العالمي في المملكة المتحدة للعام 2007م للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس الحركة الكشفية في العالم، وقد ضم المخيم أكثر من 50 ألف كشاف من جميع أنحاء العالم تحت عنوان السلام. وأضاف: شارك في تنفيذ اللوحة آلاف من الفتية والفتيان من جميع الأجناس والديانات، ثم مهرجان المنستير الدولي للفنون التشكيلية في الجمهورية التونسية، ثم انتقلتُ للدوحة حيث شارك نخبة من الفنانين العرب في قطر، وبعد ذلك بالدمام في شهر رمضان من العام 1428ه، ثم انتقلنا لمرسم الفنان سعود الدريبي بالدوادمي، وبعدها كانت ورشة العمل في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، التي استضافت ملتقى الفنانات التشكيليات السعوديات للعمل مع الفنانات الكويتيات في ورشة عمل جماعية. وتابع قائلاً: إن طموحاتنا كبيرة لنواصل المحطات في جدة والشارقة والدوحة والأردن والخبر والقطيف، وفي بيروت أكملنا الرقم 800 من طول اللوحة، ونستكمل مسيرتنا لنطوف بها المملكة وبعض عواصم الوطن العربي، ثم توالت المحطات من لبنان للصين والمغرب وتونس والأردن وجدة والخبر والبحرين وعنيزة، حتى بدأ العمل مع الجمعيات الإنسانية، فكانت وقفتنا مع جمعية السكر وجمعية «إيثار» وجمعية مرضى السرطان، وبرنامج «الأمان الأسري الوطني». وقال الضامن: في حملة «خلونا نحييها»، التي أقيمت بالخبر قبل عدة أيام، للتبرع بالأعضاء أطلقنا حملة المليون كلمة محبة بين الناس، لتسجيلها في لوحة المحبة والسلام، حيث نأمل أن يلتفت المخلصون في هذا الوطن الغالي، وأن يبادروا بدعم مسيرتنا للتواصل نحو رسالتنا السامية، وهو الفن للإنسانية، وللمحبة والسلام. ونطمح جاهدين لتسجيل هذا العمل ضمن كتاب جينس للأرقام القياسية العالمية، كأطول لوحة جماعية في العالم بالعام 2015م. وقال المدير العام لمنظمة السلام والصداقة الدولية في مملكة الدنمارك عبدالله محمد الشريف ممتدحاً لوحة المحبة والسلام: كم توجد في عالمنا الكبيراليوم أيادٍ بيضاء تعمل بصمت يستحقون منا كل شكر وتقدير واحترام أسهمت وتسهم قلوبهم الطيبة في بناء السلام بين شعوب العالم. واصفاً هذه المجهودات بقوله: هذه الأيادي الصامدة المثابرة التي لاتعرف اليأس رغم ما يحيط بنا من حروب وفقر واقتتال طائفي مازالت هذه تبث الأمل والسعادة في قلوب المظلومين في ربوع العالم. مبدياً استعداده لدعم كل المجهودات الفنية والثقافية، التي تدعّم السلام ومنها لوحة المحبة. وقال: نعمل ذلك دون تمييز بين أي إنسان في هذا الكون. أما الكاتب التونسي زهير مبارك، فقال: إن لوحة المحبة والسلام، التي جادت بها قريحة الفنان المبدع عبدالعظيم الضامن تأتي في سياق وعي متنامٍ لتغليب ثقافة المحبة والسلام على ثقافة الحرب والعنف. وأضاف: سعدت بلقاء الفنان الضامن في تونس في إطار فعاليات دورة علي لسود للمسرح والفنون، فقد استقطبت اللوحة جمعاً من فئات عمرية مختلفة كل يخط في اللوحة حلماً في سلام دائم ويعبر عن حبه في الحياة، مشيراً إلى أن اللوحة استطاعت أن تُدخل في الناشئة ضروباً من البهجة، وأن تحببهم في فن الرسم وتخرجهم من ضيق محبس الذات لمعانقة رحاب الإنسانية في بحثها الدؤوب عن سلام دائم ومحبة تقرب الشعوب بعضها إلى بعض.