«خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رأى في صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد صفات ومعاني سديدة ليحمل الأمانة والمسؤولية في ثغر مهم وغال من وطننا الغالي، ألا وهو منطقة نجران العزيزة». هذا ما بدأ به أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو المكي الأمير سعود بن نايف، الحفل الذي نظمته إمارة المنطقة مساء أمس، بمناسبة صدور الثقة الملكية الكريمة بتعيين صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران، بحضور مديري الدوائر الحكومية في المنطقة، والمشايخ وأعيان، وجمع من رجال الأعمال والمواطنين في المنطقة. وقال الأمير سعود بن نايف «هنيئاً لأخي الأمير جلوي على هذه الثقة الغالية، وهنيئاً لمنطقة نجران الإنسان والأرض بسموه متنقلا لخدمة الوطن شمالا مع أخي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان، وشرقا مع أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، والآن جنوباً». وأضاف «عُرف عن الأمير جلوي إخلاصه للعمل وإنجازه كل ما يتعلق بخدمة المواطن، يملك نظرة شمولية ازدادت تألقاً بسعة اطلاع عميقة، وعمل في المنطقة الشرقية كان فيها خير معين لأمير المنطقة، أوكلت إليه عديد من الملفات، وأنجزت على يديه حزمة من المشاريع المتنوعة التي ساهمت في إنماء المنطقة ورخاء المواطن». وتابع «أعرف يقيناُ ورع سموه وزهده في المدح والثناء، لكنه استطاع أن يضع له بصمة حب في نفوس أبناء المنطقة، فقد كان قريباً من أفراحهم ومشاركاً في أحزانهم منطلقاً من التوجيهات الرشيدة لقيادتنا في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، الذين يؤكدون دائماً على أن واجبنا هو خدمة المواطن وتوفير سبل العيش الكريم له». وأكد الأمير سعود بن نايف، مخاطباً الأمير جلوي، «صاحب السمو: وأنت تغادرنا اليوم وتبدأ صفحة جديدة في منطقة نجران، نكن لك كل حب وتقدير وعرفان لما قدمت في هذه المنطقة وأهلها، متمنيا لسموكم التوفيق في حمل الأمانة الملقاة عليكم، وندعو الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما يحبه ويرضاه، سائلاً المولى عز وجل أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها وأن يحفظ قيادتها. وباسمي ونيابة عن أهالي المنطقة أقدم الشكر لكم يا صاحب السمو على كل جهودك الطيبة وبالتأكيد سنفتقدك وأنا أكثر من سيفتقدك ولكن الخدمة التي نقدمها لوطننا أغلى من كل شيء، وشكراً لكل الحضور، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين». من جهته، وصف أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، الأمير سعود بن نايف بأنه أستاذه ومعلمه قبل أن يعمل في إمارة المنطقة الشرقية. وقال» الأمير سعود بن نايف كان يقدم لي النصائح والإرشادات، وكان خير موجِّه لي، فجزاه الله عني خير الجزاء». وعبر الأمير جلوي في كلمة ألقاها خلال الحفل، عن شكره وتقديره لكل الحضور ولأهالي المنطقة الشرقية الذين كان له شرف خدمتهم، كما كان له شرف المشاركة فيما تشهده المنطقة من تطور في عطائها على جميع المستويات، التي لم تكن لتتحقق لولا الله ثم بالمتابعة والإشراف المباشرين من قبل راعي هذا التقدم والنهضة التي تشهدها المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وحكومتنا الرشيدة التي ذللت كل الصعاب لكي نصل إلى مبتغانا، وهي خدمة الوطن والمواطنين بمواكبة التطور والارتقاء بالخدمات مع الحفاظ على ثوابتنا من التبديل والتغيير. وقال «لقد أكرمني الله سبحانه وتعالى بفرصة العمل في هذه المنطقة الغالية على نفس كل سعودي، تشرفت خلالها بالعمل مع أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، ثم مع أخي صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وكلاهما مدرسة عملية مميزة، يحملان في نفسيهما حب المنطقة وحب أهلها، فاكتسبت منهما الخبرة في العمل، وشاركتهما الحب لهذه المنطقة وأهلها، وتعلمت كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل، وفيها أن لا مستحيل في سبيل الإبداع والرقي». وأضاف الأمير جلوي «إنها مسيرة عمل شاركني إخوة أعزاء ورجال أوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حملوا الأمانة فأدوها كما يجب، لا هَمّ لهم إلا خدمة مواطن هذه المنطقة وسعادته، إنهم أصحاب الفضيلة من علمائنا الأفاضل والمسؤولين في الأجهزة الحكومية بمختلف مسؤوليها ومواقعها من مدنيين وعسكريين على اختلاف مراتبهم ورجال الأعمال والأعيان، نعم كانت مسيرة عمل مشتركة، تستوجب الشكر لهم جميعاً، ولو كان الوقت يسمح لشكرتهم فرداً فرداً لهم جميعاً كل الشكر والتقدير والمحبة». وتابع «سنوات العمل في هذه المنطقة في فصل من أجمل وأسعد فصول الحياة تشرفت خلالها بخدمة أهلها من موقع مسؤوليتي منفذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة، مفتخراً ومعتزاً بأهلها الكرماء، في النفس والمال والأخلاق. هذه المنطقة التي تسابق الزمن في التطور زماناً ومكاناً وإنساناً تكسب من يعمل بها خبرات عديدة في خدمة هذا الوطن والمحافظة على مكتسباته، انطلاقاً من دورها الاقتصادي والعلمي والعملي فهي – إنساناً ومكاناً – محلُّ اهتمام خاص من قيادتنا الرشيدة، خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده». وذكر «أنا أودّعكم هذا اليوم مكلفاً ومتشرفاً بالعمل في جزء آخر من هذا الوطن الغالي منطقة عزيزة على قلبي فهي ثرية برجالها وتاريخها منطقة نجران، أؤكد لكم أن ذكراكم الجميلة في النفس مستمرة مهما باعدت بيننا المسافات وتغيرت المسؤوليات لكم علينا الوفاء ولنا منكم الدعاء، أشكركم جميعاً ودامت بلاد الحرمين الشريفين بعز الإسلام وأمنها واستقرارها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. إلى ذلك، قدم يوسف الجندان في كلمة نيابة عن أهالي المنطقة الشرقية، جزيل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على إتاحته هذه المناسبة لأبناء المنطقة للمشاركة في تكريم الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد. وقال «يعكس هذا الحضور مشاعر أبناء المنطقة الشرقية وما يحملونه من ذكريات طيبة وصادقة تجاه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد وعلى مدى أكثر من عشر سنوات هي فترة تقلد سموه منصبه نائبا لأمير المنطقة الشرقية سنوات حافلة بالإنجاز والعطاء. وأضاف مخاطباً الأمير جلوي بن عبدالعزيز «باسم إخواني أهالي المنطقة الشرقية أتقدم لسموكم بالتهنئة على الثقة الملكية الكريمة وصدور الأمر السامي الكريم بتعيينكم أميراً لمنطقة نجران، سائلين المولى عز وجل أن يجعل التوفيق حليفكم ويمدكم بعونه في خدمة هذا الوطن الغالي تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز». وتابع «كان سموكم نائباً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية سابقا وكنتم خير معين له، وكذلك كنتم الساعد الأيمن لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية فأديتم الأمانة على أكمل وجه، وها أنتم تتركون بصمات ماثلة للعيان على كل ما أنجز بالمنطقة الشرقية أثناء توليكم منصبكم نائباً لأمير المنطقة مليئة بالإنجازات، وقد كنتم في هذه الفترة على مقربة من المواطن وهمومه، كما كنتم أيضاً على تواصل دائم مع مؤسسات القطاع العام منها والخاص مما ساهم في تذليل كثير من المعوقات والتخفيف من معاناة المواطنين والمؤسسات على حد سواء. وشكراً لكم على ما قدمتم لهذه المنطقة وأهلها في المدن والقرى والهجر، وقد كان ذلك خير معين للمنطقة على تحقيق كثير من إنجازاتها وتطلعاتها، وإن كان أبناء المنطقة قد افتقدوا الأمير جلوي بالمنطقة فعزاؤهم أنه سوف يتقلد منصبه في جزء غال من هذا الوطن، فهنيئاً لأبناء منطقة نجران به، ودعاء منا جميعا بأن يوفقه الله جل وعلا، وأن يمده بعونه وتوفيقه في ظل القيادة الرشيد لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد. وألقيت خلال الحفل قصيدة بهذه المناسبة، ألقاها خضير البراق. وقدم أمير المنطقة الشرقية في ختام هدية تذكارية لأمير منطقة نجران تكريماً ووفاء له.