أكد ل«الشرق» وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة أن وزارته حريصة وتعمل على الوصول بالناتج الصناعي للمملكة العربية السعودية، إلى النسبة العالمية، وهي 20% من إجمالي الناتج القومي قريباً. وقال: «النمو الصناعي خلال ال15 سنة الماضية بلغ ضعف نمو الناتج القومي، ولا أستطيع أن أحدد وقتاً معيناً للوصول إلى النسبة العالمية، ولكن أؤكد أن تحقيق هذا الأمر سيكون قريباً، ولن يكون بعيداً». وقال الربيعة على هامش افتتاحه عدداً من المصانع الجديدة في المنطقة الصناعية الثانية بالدمام أمس إن المصانع الجديدة تمثل إضافة كبيرة في المجال الصناعي للمملكة، خاصة أنها تستقطب استثمارات من دول مختلفة، مثل اليابان والولايات المتحدةالأمريكية وكوريا. وقال: «تسعى المملكة أن تكون دولة صناعية متقدمة، وكل مصنع جديد يشكل قيمة مضافة عالية للقطاع الصناعي، ونحتاج لكثير من الصناعات». وأضاف الربيعة «نعمل على توفير حوافز للصناعيين وتوفير الأراضي الصناعية في مختلف المدن الصناعية، وسهلنا من الإجراءات والحصول على التراخيص الصناعية التي تستخرج خلال يوم واحد دون مراجعة الوزارة، إضافة إلى الإعفاءات الجمركية، ونطمح أن نستعجل في الوصول إلى الهدف المطلوب برفع الناتج الصناعي السعودي». وبيَّن الربيعة أن الدولة تولي القطاع الصناعي اهتماماً كبيراً، وتقدِّم عديداً من الحوافز والتسهيلات، لخلق بيئة مثالية لاستقطاب الاستثمارات الصناعية المحلية والأجنبية، وبناء قاعدة صناعية وطنية محفزة لتكون خياراً استراتيجياً، مما انعكس على الإقبال الكبير على الاستثمار الصناعي في المملكة، واصفاً بيئة الاستثمار في المملكة بالمحفزة، وأن وزارته تقدِّم عديداً من التسهيلات لتوفير البيئة المناسبة للاستثمارات الصناعية، إضافة إلى سعيها لإطلاق مزيد من المبادرات لدعم المناخ الاستثماري لجعل المملكة محوراً للصناعات المتقدمة في المنطقة، وتوفير بيئة صناعية خصبة لتطوير ودعم الصناعة في المملكة. كشف الوزير الربيعة في سؤال آخر ل «الشرق» حول توطين التقنية، أن وزارته تنسق مع وزارة العمل حول هذا الأمر. وقال: «نحرص على أن يعمل سعوديون في المصانع الجديدة التي يتم تدشينها، كما نحرص على الاستفادة من المبتعثين، ومن أجل تحقيق التوطين المأمول، وتحدثنا مع الشركات اليابانية المستثمرة في السعودية، حول تعزيز مجالات التدريب للسعوديين الذين يدرسون في اليابان، واستقطاب مجموعة منهم للعمل في السعودية»، مضيفاً «لاحظت أن كثيراً من القياديين في تلك المصانع والشركات الجديدة، سعوديون»، مؤكداً أن «وزارة العمل تهتم بالتدريب والتوطين وتنظر لهذا الأمر على أنه من أحد أهدافها». وافتتح الربيعة أمس، مصنع أزبيل السعودية المحدودة، وعدداً من المصانع الجديدة في المدينة الصناعية الثانية بالدمام، وذلك بحضور وفد من السفارة اليابانية بالمملكة، ووفد من رئاسة شركة أزبيل اليابانية ، ومدير عام «مدن» المهندس صالح الرشيد، وعدد من مسؤولي ومديري الإدارات والمشاريع في الهيئة، ووفد من رجال الأعمال والصناعيين. وقال الربيعة إن اليابان هي الشريك التجاري الثاني للمملكة، وهي إحدى أكبر الدول المستثمرة في السعودية. ويكتسب مصنع شركة أزبيل السعودية المحدودة، وهو متخصص في تصنيع وبيع صمامات التحكم بطاقة إنتاجية تصل إلى 12 طنا، أهمية خاصة بوصفه أحد مصانع توطين الصناعة. كما افتتح الربيعة مصنع شركة صناعات التيتانيوم والفولاذ المحدودة، لإنتاج المبادلات الحرارية وأوعية الضغط، ووصلات الأنابيب بطاقة إنتاجية تصل إلى 12 ألف طن سنوياً. وزار مصنع شركة بستاني للشكولاتة والهدايا، المتخصص في صناعة عدة أنواع من الشكولاتة والهدايا، ومصنع الأفق العالي للدعاية والإعلان (هاي سكاي)، كما وضع حجر أساس مصنع شركة شلمبرجير، لإنتاج مثاقب الحفر ذات الرؤوس الدوارة، والأجزاء المعدنية. وأوضح المهندس صالح الرشيد المدير العام للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية أن المدن الصناعية بمختلف مناطق المملكة باتت تشهد نمواً متزايداً في الطلب على الأراضي الصناعية من المستثمرين المحليين والأجانب، مؤكداً «حرص الهيئة على تحقيق كافة تطلعات المستثمرين، وتوفير الأراضي الصناعية المطوَّرة والمزودة بالخدمات والمرافق الأساسية، وسعيها الدؤوب لإيجاد شراكات فاعلة ذات قيمة مضافة، لتحقيق مزيد من أعمال التطوير في المدن الصناعية، بما يتواكب مع جهود الدولة لتطوير القطاع الصناعي».