يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار). تمرّ علينا عبرٌ كثيرة ولكن كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم، فحوادث السير تحصد آلاف الأنفس البريئة بسبب طيشنا والسرعة الزائدة، صحيح أن كل ما يصيب الإنسان بقضاء الله وقدره، لكن الله وهب لنا عقولاً نميز بها ونعرف ما قد يؤدي بنا للمهالك ونتجنبه. إن من أبرز مسببات هذه الحوادث المدمرة هو السرعة الزائدة، التي نتحايل على الأنظمة من أجل تفادي مخالفاتها عن طريق تغطية لوحات السيارات حتى لا تلتقطها كاميرات ساهر. كم عائلة ذهبت ضحية السرعة الزائدة. وكم أنفس بريئة قضت في حوادث يندى لها الجبين، وكم حصدنا خسائر مادية وبشرية لا تعد ولا تحصى؟. نشترك جميعاً في هذه المآسي، فالطرق مرقعة وقديمة ومهترئة وكلها انحناءات ومسارات ضيقة، والمركبات أيضاً قديمة وتحتاج إلى صيانة، لكننا نتركها على حالها، فضلاً عن تساهلنا في الالتزام بالأنظمة المرورية بل التحايل عليها والنوم في الطريق. لقد قرأت تقريراً إخبارياً يشير إلى أن المملكة سجّلت العام الماضي 7 آلاف حالة وفاة من حوادث السيارات يقابلها ما يزيد على 20 ألف إعاقة تمثل نسبة إشغال 25 % من أسرّة مستشفيات وزارة الصحة، وهذا ما أعلن عنه وزير الصحة السابق الدكتور عبد الله الربيعة، خلال محاضرة له حول إنجازات المملكة والتحديات التي تواجه القطاع الصحي.كما أشارت أحدث الدراسات التي قامت بها جامعة الملك عبد العزيز، وقام بها كلٌّ من الباحثين: عصام حسن كوثر، وخالد منصور الشعيبي، وياسر الخطيب، إلى أن الخسائر الاقتصادية لوفيات الحوادث المرورية بلغت 79.92 مليار ريال سعودي، وتكاليف علاج الإصابات البسيطة 170.73 مليون ريال، أما تكاليف علاج الإصابات فبلغت 135 مليون ريال، بينما بلغت تكاليف الإضرار بالممتلكات (السيارات) 6.94 مليار ريال. هذه الإحصاءات مخيفة جداً، وتستوجب تطبيق الأنظمة المرورية وتفعيلها ونشر الوعي بين المواطنين وفي المدارس والجامعات وعبر وسائل الإعلام. وأخيراً ..نسأل الله السلامة للجميع والله من وراء القصد.