ما هو الحب الحقيقي للوطن؟ هل هو الاحتفال بيوم عابر كل عام؟ هل هو التوقيع على لوحة كبيرة في مدخل المنشأة (تعليمية أو إدارية)؟ هل هو الخطابات الرنّانة في المناسبات الوطنية؟ هل هو الخُطب والمواعظ التي لم نسمعها من على المنابر؟ هل هو اللقاءات التليفزيونية عبر برامج منمّقة لهذا الغرض؟ هل هو الإذاعة الصباحية في طابور الصباح؟ هل هو الوقوف تحية للعلم أثناء النشيد الوطني، الذي يعتبره بعضهم من المنكرات؟. وأنت تدعم جماعات إرهابية بالأموال والمغفلين ضد مصالح بلدك ومواطنيك، هل أنت مواطن حقاً؟ وأنت توالي غير قيادتك، هل أنت مواطن حقاً؟ وأنت ترتبط بفئات خارجية أكثر من ارتباطك بمن في الداخل، هل أنت مواطن حقاً؟ وأنت لا تعترف بالحدود الوطنية، بل، تترنم بالأممية، هل أنت مواطن حقاً؟ وأنت ترمي البئر التي شربت منها بحجر، هل أنت مواطن حقاً؟ وأنت ترمي النفايات في الطريق، وتكسر فوانيس الشوارع، وتبصق عند إشارات المرور، وتحطم أروقة مدرستك أو كُلّيتك، وتسيء استخدام المنافع العامة، التي وُضعت من أجلك، وتمارس السلوكيات الصبيانية، من تفحيط وتكديش وبطريقية ودرباوية، وتكتب عبارات خادشة للذوق العام على الجدران المحيطة، وأنت تفعل كل هذا وأكثر، هل أنت مواطن حقاً؟ وأنت تمارس الواسطة مع من تعرف، وتظلم من لا تعرف، وتُبْطئ في تنفيذ عملك، وتزهق أرواح المراجعين، وتأخذ الهدايا والهبات من المنتفعين، ولو كنت في غير ذات المنصب ما سألوا عنك، وتنفّذ المشاريع الحكومية بفوائد شخصية نقدية أو عينية، وتتزلف للحصول على منصب أو مكانة، وتحابي المدير من أجل مصلحة شخصية، وأنت تفعل كل هذا وأكثر، هل أنت مواطن حقاً؟ وأنت «تتعنصر» وتقتل بدمٍ بارد، وتُوقظ الفتنة في البلد، وتزهق أرواح الناس وأنت في بيتك، تنعم «بالتكييف» الناعم، وتقسّم البلد فرقاً وطوائف، وتكيل السباب عبر وسائل «النميمة» لغيرك، وأنت مختبئ في جُحرك، وأنت تفعل كل هذا وأكثر، هل أنت مواطن حقاً؟