أكدت وزارة الإسكان أمس رسميا استمرار التقديم عبر البوابة الإلكترونية للراغبين في الحصول على الدعم السكني ممن لم تنطبق عليهم الشروط في الفترة الماضية. ويأتي هذا التأكيد بعد أن كشف وزير الإسكان شويش الضويحي أن عدد المستحقين للدعم السكني بلغ 620.9 ألف مواطن من إجمالي عدد المتقدمين بطلبات الدعم السكني والبالغ 960.3 ألف مواطن من جميع مناطق المملكة، وذلك خلال الفترة من 6/5/1435ه إلى 6/7/1435ه عبر بوابة إسكان. وركزت وزارة الإسكان على أنها بعثت برسائل نصيّة لجميع المتقدّمين عبر بوابة «إسكان» تدعوهم فيها للاطلاع على حالة الطلب (المستحق وغير المستحق) من خلال البوابة الإلكترونية، مشددة على أن التقديم على البوابة مازال متاحا من دون توقّف. من جهة اخرى أجرت (الشرق) استبيانا ميدانيا حول تصريحات وزارة الإسكان أمس؛ التي استبعدت فيها ما يقارب 339508 مواطنين من المتقدمين بطلبات الدعم السكني، وذلك لعلة عدم توفر شروط الاستحقاق لديهم، فيما تحققت الوزارة من بيانات طلبات الدعم السكني بالتعاون مع جهات حكومية عدة؛ منها : وزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الداخلية، ووزارة العدل، ووزارة الخدمة المدنية، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة التعليم العالي، ووزارة المياه والكهرباء، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، والمؤسسة العامة للتقاعد، وغيرها من الجهات ذات العلاقة. وجاءت ردود الأفعال من خلال الاستبيان بين معارض ومستأنف ومستاء؛ لبعض شروط الاستحقاق أو موجبات الاستبعاد، وفيما حددت الوزارة في وقت سابق شروط الاستحقاق للدعم السكني؛ فقد أثارت تصريحات الوزارة حفيظة كثير من المتقدمين الذين استبعدهم التنظيم، وانتقد بعض الذين لم يحققوا شرط الأسرة بعض البنود، كأن يشترط أن تكون الأسرة مكونة من زوج وزوجة، أو زوج وزوجة وولد أو أكثر من أولادهما الذكور غير المتزوجين الذين لم تتجاوز سنهم (25) سنة أو الإناث غير المتزوجات، مشيرين إلى أن كثيرا من الأسر المحتاجة للدعم السكني لا ينطبق عليهم هذا الشرط؛ كأن يكون الأولاد قد تجاوزوا العمر المحدد وما يزالون داخل دائرة العزوبية، وكذلك الأمر بالنسبة لشرط أن تكون الأسرة من أب وولد أو أكثر من أولاد الأب الذكور غير المتزوجين الذين لم تتجاوز سنهم (25) سنة أو الإناث غير المتزوجات، أو أم وولد أو أكثر من أولادها الذكور غير المتزوجين الذين لم تتجاوز سنهم (25) سنة أو الإناث غير المتزوجات، أو كأن يكون اثنان أو أكثر من الأخوة (سواءً ذكورا أم إناثا) في حال وفاة الوالدين؛ على أن يكون الذكر غير متزوج؛ ولم يتجاوز عمره (25) سنة؛ وأن تكون الأنثى غير متزوجة. ولنفس العلة استنكرت بعض مصادر الاستبانة شرط تكون الأسرة من واحد أو أكثر من الأخوة (سواءً ذكورا أم إناثا) في حال كون الأم غير سعودية والأب متوفى؛ أو كونها العائل الوحيد لأولادها السعوديين على أن يكون الذكر غير متزوج ولم يتجاوز عمره (25) سنة والأنثى غير متزوجة، وذلك لأن غالبية الأسر التي تتكون من أم غير سعودية وأبناء سعوديين؛ يكون لديهم ذكرا أو أكثر متزوجا، أو أن يكون أحد الأبناء الذكور قد تجاوز ال 25 سنة، أو أن تكون متزوجة من غير سعودي رغم حصول أبنائها على الجنسية السعودية، أما الشرط الثاني والمتمثل في مقدم الطلب؛ فقد جاءت ردود أفعال متباينة، فمثلا هناك كثير من المطلقات لم يكملن عامين من طلاقهن وقت تقديم الطلب، أو أن يكون تاريخ الطلاق جاء قبل التقديم بمدة لم تتجاوز المدة المحددة؛ وبالتالي تم استبعادهن من الدعم السكني، وذلك لأن الشرط هنا يقتضي أن يكون تقديم الطلب من قبل الرجل (زوج أو أب)، أو يكون تقديم الطلب من قبل المرأة (زوجة أو أم) وتتمثل هذه الحالات في أن تكون الزوجة هي العائل لأولادها؛ بالرغم من وجود الزوج، أو أن تكون الزوجة مطلقة وهي العائل لأولادها بشرط أن يكون قد مضى على طلاقها سنيتن أو أكثر، أو أن يكون الزوج متوفى، أما الشرط الثالث فيتمثل في الجنسية؛ بحيث يشترط التنظيم أن يكون المتقدم من الأسرة سعودي الجنسية سواء من الأب أو الأم أو الإخوة مجتمعين، بينما كشفت الإحصاءات على وجود كثير من الحالات التي لا ينطبق عليها هذا الشرط رغم حاجتها الملحة للسكن، ومن هؤلاء الذين لم يحصل أبناؤهم على الجنسية السعودية رغم كون المتقدم سعودي الجنسية، أو أن يكون تجنيسهم تحت الإجراء، أو أن يتوفى الحاصل على الجنسية من الأسرة بعد فتح الباب لتقديم الطلب، أما البند الرابع فقد كان عائقا لشريحة كبيرة من المتقدمين الذين استثناهم تنظيم الدعم السكني، فبينما يشترط ألا يقل سن المتقدم من الأسرة عن 25 سنة، بالنسبة للزوج أو للأب؛ فإنه توجد شريحة لا يمكن تجاهلها من أبناء المجتمع الذين تزوجوا وهم ما يزالون تحت عمر 25 سنة، وكذلك الأمر بالنسبة للشرط الذي يلزم بأن تكون الأسرة مقيمة في المملكة العربية السعودية، فهناك كثير من المبتعثين أو المقيمين خارج المملكة سواء للعمل أو للدراسة لمدة تتجاوز المدة المحددة في الشرط؛ فضلا عن أنها لا تمتلك مسكنا مناسبا، أو أن يكون أحد أفراد الأسرة مالكاً لمسكن مناسب أو سبق لأيّ منهم ذلك؛ خلال الخمس سنوات السابقة لتاريخ تقديم الطلب، أما بالنسبة للقدرة المالية فقد استبعدت كثير من الأسر المحتاجة للدعم السكني، التي تنطبق عليها جميع الشروط؛ كما أن لديها القدرة المالية المحددة في الشرط؛ بيد أنها تتحمل كثيرا من الالتزامات المالية كالديون وغيرها، كما أن امتلاك أرض لأحد المعولين للمتقدم من الأسباب التي تنفي شروط الاستحقاق؛ الأمر الذي أثار حفيظة كثير ممن لم يشملهم الدعم السكني، ومن زاوية أخرى فقد كان لاستمرارية توافر الشروط الحظ الأوفر من استنكار كثير ممن تقدموا بطلب الدعم السكني، إذ اشترطت الوزارة توافر جميع الشروط من وقت تقديم الطلب وإلى حين تخصيص الدعم السكني، وبالتالي إذا كانت الأسرة مستوفية لجميع الشروط عند تقديم الطلب؛ فهذا لا يعني بالضرورة حصولها على الدعم السكني، إذا يلزم استمرار توافر الشروط فيها إلى حين تخصيص الدعم السكني لها، ومن الشروط التنظيمية كذلك؛ المعايير الأولوية للمتقدمين المستحقين؛ ومنها : الحالة المالية للمتقدم وأسرته، يليه سن المتقدم، ثم عدد أفراد الأسرة، فالحالة الاجتماعية والصحية للمتقدم وأسرته، وأخيرا أسبقية تقديم الطلب. أدى عدم التدقيق في صحة البيانات للمتقدمين لمنتجات وزارة الإسكان؛ إلى حرمان المواطنين المتقدمين الذين يسكنون في منازل إيجار مربوطة بفواتير الكهرباء وأرقام هواتفهم وهوياتهم الوطنية. وذكر مواطنون ل «الشرق»؛ أنهم سارعوا للدخول عبر بوابة «إسكان» أمس الخميس بعد إعلان نتائج التحقق من طلبات المتقدمين للحصول على الدعم السكني، وفوجئوا بأنهم غير مؤهلين للاستحقاق بحجة أنهم يمتلكون منازل بعدادت كهرباء لا تحمل أسماءهم؛ بحسب سجلات الشركة السعودية للكهرباء، بينما تشير سجلات الكهرباء إلى أنهم مجرد مستأجرين. يقول المواطن محمد القيصوم : «أسكن في شقة مستأجرة ورقم عداد الكهرباء يظهر اسم المالك وسجلات شركة الكهرباء تظهر بأنني مجرد مستأجر، إلا أنه وعند دخولي لبوابة الإسكان تفاجأت بأنني غير مؤهل للاستحقاق من قبل الوزارة، والسبب كما هو مكتوب كالتالي: «عزيزي المتقدم، نفيدكم بأن حالة طلبكم الخاص بالحصول على الدعم السكني مرفوض حالياً للأسباب التالية: تشير سجلات «الشركة السعودية للكهرباء» بأن أفراد الأسرة التالية أسماؤهم يمتلكون «منزلاً» بعداد كهرباء». وشكا المواطن محمد المرهون استبعاده من الدعم، مبيناً أنه واجه المشكلة نفسها، وأن موقع الوزارة أكد عليه بأنه في حال تبين خلاف ذلك فيجب تحديث بياناتك لدى «الشركة السعودية للكهرباء» أو رفع ما يثبت عن طريق أيقونة الاعتراض ورفع المستندات في بوابة إسكان. واستغربت المواطنة أفراح عبدالله الزاهر من حرمان أسرتها من الدعم السكاني، متسائلةً: هل يعقل أن تنتهي مرحلة تدقيق البيانات بهذا الخطأ الفادح، مطالبة وزارة الإسكان بتصحيح هذا الخطأ وعدم تحميل المواطن هذا العبء بعد طول انتظار إعلان قائمة الأسماء. بدورها اتصلت «الشرق» بالرقم، الذي خصصته وزارة الإسكان للملاحظات، وأكد الموظف المختص أن المواطن المتضرر من هذه المشكلة يجب عليه إحضار خطاب يثبت عدم صحة حالة الرفض ورفعه على الموقع ، إلا أنه لم يحدد موعد تحديث الحالة لمَنْ تم رفض طلبه.