أوضح أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير أن قضية التجاوزات المالية والإدارية من مدير التخطيط في أمانة الشرقية، التي كشفت عنها «نزاهة» (الرشوة)، مضى عليها نحو ثلاثة أعوام، وتم إيقاف الموظف وما زالت القضية منظورة لدى جهات الاختصاص، لافتاً إلى أنهم لم يحصلوا على نتيجة التحقيقات والحكم حتى الآن، مبيناً أن ما حدث سلوك فردي، وأن الأمانة ترحب بالتعاون مع كل الجهات الرقابية وعلى رأسها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) بكل شفافية بما يحقق المصلحة العامة. ودعا الجبير إلى أهمية التفكير في المستقبل من خلال تعاون الأمانة و «نزاهة» وإبراز الجوانب الإيجابية، وعدم التركيز على السلبيات والأخطاء، مؤكداً أن الورشة سبق الإعداد لها مسبقاً ولا يوجد أي رابط بين انعقادها والقضية المثارة، مؤكداً أنها مجرد مصادفة، مشيراً إلى أن الأمانة وضعت خلال برنامجها الصيفي مسرحيات سخرت لمكافحة «الفساد». وقال مدير عام فرع «نزاهة» في المنطقة الشرقية عبدالكريم المالكي ل «الشرق» «إن البيان الذي أصدرته «نزاهة» واضح وشامل، وليس هناك أي تفاصيل جديدة»، لافتاً إلى أن «نزاهة» لم تصدر أي بيان أو تصريح إلا بعد دراسته واستيفاء الخطوات النظامية لإصداره، وأن التعاون مع الجهات الضبطية وجهات التحقيق والقضائية تحتاج إلى وقت لإصدار البيان الصحفي، وأي بيان يصدر يكون مدروساً وفق خطوات نظامية متعارف عليها لتنظيم الهيئة وتعليماتها، وأشار إلى أنه لا يمكن التشهير بالأسماء لأنها تعتبر عقوبة ولا عقوبة إلا بنص، وأن صدر حكم بنشر الأسماء سيتم نشرها. وأشار المالكي إلى أن «نزاهة» هدفها وضع يدها بيد الجهات الحكومية والتعاون معها، ودورها تكاملي مع الجهات الأخرى وليس تصيد الأخطاء، بل وضع إضاءات للمسؤول لمكامن الخلل إن وجدت، مؤكداً أن «نزاهة» لن تتوانى في البحث عن أي بلاغ، وأن كل بلاغ يتم بحثه وغلقه بقلم الرئيس العام شخصياً، وأنها تبحث البلاغ مهما كان نوعه إذا كان ضمن اختصاصها، وأن الهدف من الورشة هو الوصول لجميع الموظفين ورؤساء الأقسام في البلديات الأخرى. وقال إن عدد الشكاوي والملاحظات، التي تلقتها «نزاهة» خلال العام الماضي كان أكثر من 10400 شكوى وملاحظة على مستوى المملكة، وأن هناك إحصائيات ربع سنوية تصدرها «نزاهة» من مبدأ الشفافية. وكان أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، قد افتتح بمقر الأمانة في الدمام أمس، ورشة عمل للتعرف على دور «نزاهة» التي تنظمها أمانة المنطقة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، بحضور المشرف العام على فرع هيئة «نزاهة» في المنطقة الشرقية عبدالكريم المالكي، ومدير إدارة متابعة تطبيق الأنظمة المجرمة للفساد بالهيئة يوسف الدوهان، ومدير عام الإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية في الهيئة عبدالعزيز الحافظ، ووكيل أمين المنطقة الشرقية المساعد للتعمير والمشاريع المهندس فيصل الثاني، ووكيل الأمين المساعد للخدمات المهندس عبدالهادي القحطاني، ومديري العموم ورؤساء البلديات. وفي بداية الورشة تطرق أمين الشرقية لدور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» على مستوى الأمانة والبلديات، والبرامج المعدة في هذا الشأن، مشدداً على أهمية دور الرقابة الذاتية، وتسهيل الإجراءات بحيث لا يكون هناك خلط واجتهاد، والعمل جارٍ على قدم وساق نحو إتمام الإجراءات الإلكترونية ابتداءً من بلدية الظهران لتشمل بعد ذلك كل البلديات، مبيناً أن الأمانة وضعت برامج متعددة للمشاريع والموارد البشرية، والتعاقد مع دار خبرة لمتابعة الاستشاريين وضبط المال والجودة في التنفيذ، مؤكداً أن طموح الأمانة هو الوصول إلى التميز في الأداء والتنفيذ على مستوى الأمانات لخدمة المستفيدين. وتم خلال الورشة تسليط الضوء على عدة محاور حول الإستراتيجية الوطنية وتنظيم الهيئة والظواهر المشتركة لقضايا الفساد المالي والإداري، وكيفية التبليغ عن حالات الفساد ورسائل الهيئة والأهداف والاختصاصات البالغ عددها 21 اختصاصاً، والمقارنة مع البلاغات التي وردت إلى «نزاهة» وعددها بالتفصيل . وفي ختام الورشة، استعرض مدير عام التخطيط الإستراتيجي بأمانة الشرقية المهندس سامي القروني خطة الأمانة الإستراتيجية وعدداً من المحاور الرئيسة التي ترتكز عليها المؤسسات الحكومية المتميزة في تنفيذ العمليات وتقديم الخدمات للمتعاملين والشركاء والمجتمع بشكل أساسي، ونجاح الأمانة في الأداء المؤسسي من خلال غرس ثقافة التميز من خلال تطبيق منهجيات محددة ضمن معايير متعلقة بالتميز. وأشار إلى أن الأمانة تتطلع إلى توحيد الجهود والمعايير المستخدمة والمطبقة للإشراف وإدارة المشاريع من خلال التشريع المركزي والتطبيق الشامل من جميع الجهات المعنية، مستهدفة تطوير الموارد البشرية كعامل أساسي للتميز في تقديم الخدمات البلدية وإعطائهم الآليات والمهام ضمن عمل التميز كونهم الأساس في تنفيذ الأعمال وتقديم الخدمات.