عجزت الدراما العربية هذه السنة في تقديم أعمال درامية تصاعدية ترتقي لذائقة المشاهد لما قدمته في الأعوام السابقة ماعدا بعض الأعمال كصاحب السعادة والصياد وسرايا عابدين ورعود المزن أما بقية الأعمال فتراوحت ما بين الجيد والضعيف بشهادة الجمهور العربي على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها وقوع فايز المالكي ورفاقه في فخ التكرار في مسلسل خميس بن جمعة حيث إن الشخصية الأساسية للمسلسل فشلت في التطور الكوميدي للتميز عن شخصية مناحي الشهيرة، بينما ضاعت الدراما في مسلسل كلام الناس من ناحية توظيف أفكار الحلقات درامياً والنص الجيد، عكس مسلسل واي فاي الذي احتضن ممثلين كباراً كحبيب الحبيب وأسعد الزهراني وغيرهما ولكنه طمس حضور ممثليه في التوظيف الكوميدي وعدم ابتكار أفكار جديدة لنراه هذه السنة بنفس كركتر الأعوام السابقة، رغم ماقدمته قناة إم بي سي من إمكانيات كبيرة للعمل. وأثبت باب الحارة في جزئه السادس أن فكرة كثرة تعدد أجزاء العمل التليفزيوني فاشلة عربياً رغم نجاحها عالمياً، حيث إن العمل فقد طابع الإثارة ضد الاحتلال الفرنسي خوفاً من تأثيراته الإيجابية على الثورة السورية الحالية، وتغيير شخصيات لها تأثير بالعمل كأبو حاتم وغيره وزج شخصيات جديدة أضعفت العمل درامياً وضيعت المشاهد فنياً. ولكن المفاجأة لم تكن درامية بل فوجئ الجمهور العربي بحدوث تطور سريع في برامج الحوار والنقد بإطلالة رمضانية لبرنامجين هما في الصميم للإعلامي عبدالله المديفر وبرنامج يا هلا رمضان للإعلامي علي العليان فكان هناك تنافس قوي بينهما من حيث المحتوى وقوة الطرح وتعدد الفقرات وأيضاً في استضافة الضيوف، هذان البرنامجان أعادا لنا الحوارالفكري الراقي لشخصيات دينية أو فنية أو إعلامية لها مكانتها في المجتمع وشخصيات أوجدت جدلاً واسعاً وتأثيراً قوياً في الشعوب العربية كلا في مجاله، المديفر اختار وقت برنامجه قبل الفطور عكس العلياني الذي أخَّر برنامجه لقبل السحور وهذا الاختيار الناجح يحسب لهما نظراً لكثرة البرامج والمسلسلات المعروضة بعد الإفطار وحتى منتصف الليل. فيما غاب النجم الكوميدي ناصر القصبي الذي أصبحت لعنة غيابه عن الدراما السعودية كلعنة الفراعنة فكل من حاول أن يملأ فراغه الكوميدي أصابته نحاسة الحظ والفشل.