لم ولن أدافع عن حمزة كشغري، فمن تطاول على المقدس يستحق عقوبة الدنيا والآخرة، وسأقف في طابور المطالبين بتقديمه للمحاكمة الشرعية. وأقدر للغيورين على مقام النبوة حماسهم وغضبهم العارم تجاه أقاويل الكاتب، لكن أن يضعوا أنفسهم في منزلة القضاة والمفتين ويعلقوا له المشانق، فهنا أتوقف. الله أرحم الراحمين، ونبينا نبي الرحمة، فكيف نطالب بغير الرحمة في دفاعنا عن نبي الرحمة، خصوصا أن الرجل أعلن توبته وتراجع عن أقواله. أعينوه على التوبة بدلا من هدر دمه وتمزيق ما تبقى من يقينه، ولنر العالم غير الإسلامي أن ديننا فعلا هو دين السلام والمحبة والتسامح والغفران. كشغري كان من الشبان الملتزمين دينيا في صغره ومن يعرفه يعرف ذلك، لكنه انتكس، فتحرك من الأقصى إلى الأقصى، وهو ما يستوجب محاورته ودراسة حالته، حتى لا تتكرر مع غيره. الشيخ محمد العوضي دخل في حوار تلفزيوني مع شاب ملحد على قناة الراي الكويتية، وخاطبه بكل أدب واحترام وأريحية وسمع منه ورد عليه. هل أتى العوضي من السماء أم تعلم من أصول عقائدية غير التي تعلم منها مشائخنا الفضلاء، ولماذا يستضيف ملحداً ويحاوره بالحسنى؟ يقول: “هؤلاء أبناؤنا ونحن نحتاجهم كما يحتاجوننا، وأنا أحاور هذا الملحد من أجل أن أفهمه، فهو أقرب إلى الشباب، ولن أعتبره خصما وإنما هو عدو نفسه”. وعلى الجانب الآخر يعلق الشيخ محمد العريفي على توبة كشغري بقوله: “الكاتب لما تنقص الله ورسوله وفاح عفنُه خاف ثورة الناس فقال: خلاص تبت”. ندعو الناس للإسلام وهم كفرة وزنادقة وعصاة ونفرح بدخولهم الدين، ونتبرأ من توبة مسلم ضل الطريق، أي دعاة نحن؟!