أجرى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، أمس في مدينة كولشيستر، سلسلة من اللقاءات بمسؤولي الشرطة والطلاب السعوديين المبتعثين إلى جامعة المدينة للوقوف على آخر تطورات التحقيق في مقتل الطالبة السعودية ناهد الزيد، واحتياجات الطلبة في المدينة في أجواء الصدمة التي يعيشون فيها. واجتمع سفير المملكة برئيس شرطة مقاطعة ايسيكس ستيفين كافانا ومساعديه، حيث قدم كافانا موجزاً لخص فيه جهود شرطة مدينة كولشيستر في التحقيق بالقضية، وشرحًا للإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه الحالات ومن ضمنها التواصل مع عائلة الفقيدة. وعبر السفير عن الثقة في الإجراءات النظامية التي تتخذها شرطة المدينة، وعن أمله في سرعة القبض على الجاني وتقديمه للعدالة. وتناول اللقاء أيضًا الإجراءات الكفيلة بتسريع تسلم شقيق الفقيدة للجثمان من أجل نقله إلى المملكة. كما التقى السفير بشقيق الفقيدة وعدد من أقاربها وقدم لهم التعازي في وفاة الفقيدة سائلا المولى عز وجل أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته وأن يلهمهم الصبر والسلوان. ووصف السفير الفقيدة بأنها كانت سيدة فاضلة ومكافحة وتسعى إلى خدمة نفسها وأهلها ووطنها متسلحة بسلاح العلم. وأطلعهم السفير على الجهود التي تبذلها الشرطة للوصول إلى الجاني، ووقوف السفارة إلى جانبهم في هذا المصاب الأليم وتوفير كل احتياجاتهم الضرورية. واجتمع الأمير محمد بن نواف أيضا مع الطلاب والطالبات المبتعثين في مدينة كولشيستر جدد في بدايته تعازيه في وفاة الفقيدة ناهد الزيد، رحمها الله، ومعربا عن أمله في أن تكلل جهود شرطة المدينة بالنجاح في الوصول إلى الجاني. ودعا الطلبة إلى التركيز على الدراسة والتحصيل العلمي، معربا عن أمله في ألا تؤثر جريمة القتل التي تعرضت لها المبتعثة وأجواء الصدمة التي يعيشونها على هذا الهدف. وأوضح أن السفارة والملحقية الثقافية ستبذلان كل الجهود المطلوبة بالتعاون مع الجهات المعنية من أجل ضمان سلامتهم، مبينا أن المسؤولين في المدينة حريصون على سلامة جميع الطلبة، داعيا الطلاب إلى التعاون مع السلطات المحلية بالإبلاغ عن أي أمور مريبة يتعرضون لها. كما أكد أن السفارة حريصة على تقديم الدعم الذي يساعد الطلبة على تحقيق الهدف الذي جاؤوا من أجله. بدورهم، أشار الطلاب والطالبات إلى أهمية اللقاء، ودار حوار اتسم بالصراحة بين السفير محمد بن نواف والطلاب والطالبات تناول الاعتداء الآثم الذي تعرضت له الطالبة السعودية والصدمة التي يعيش فيها الطلاب جراء الجريمة البشعة وعدد من القضايا التي تقلق الطلاب في مثل هذه الظروف واحتياجاتهم التعليمية. من جانب آخر، أصدرت شرطة مدينة كولشيستر بيانا أمس حول الحادثة موضحة أن الفقيدة مكرسة جل وقتها وجهدها في الدراسة. وقال البيان «كانت سيدة شابة وذكية جدًا وينتظرها مستقبل باهر»، واصفةً الاعتداء بالجريمة الوحشية. وأكدت الشرطة أن التحقيق في هذه الجريمة في قائمة أولوياتها في هذا الوقت، مفيدة أنها مددت احتجاز مشتبه به في القضية إلى اليوم الجمعة. وجددت الشرطة نداءها إلى كل من لديه معلومات وخاصة أفراد المجتمع المحلي بالتقدم بها إلى الشرطة، مؤكدة أنها تحقق في كل الدوافع المحتملة وراء جريمة القتل. من جانبها، قدمت جامعة إسكس في مدينة كولشيستر تعازيها الحارة لأسرة المبتعثة السعودية، مشيرة في بيان صحفي إلى أنها تلقت خبر مقتلها بصدمة قوية وحزن عميق. وبينت أن الطالبة ناهد التحقت ببرنامج اللغة الإنجليزية في الأكاديمية الدولية وكان من المقرر أن تكمل دراستها في شهر أغسطس المقبل من العام الحالي. ونقل بيان الجامعة إشادة رئيس الأكاديمية الدولية ريتشارد بارنارد بالفقيدة بالقول إنها كانت طالبة هادئة وجيدة وتعمل بجد وضمير وأحرزت تقدمًا ممتازًا خلال دراستها بالإضافة إلى أنها كانت طموحة وتحظى باحترام كبير ، وسيفتقدها الجميع. من جانب آخر، دعا النائب عن مدينة كولشستر السير بوب راسيل المجتمع المحلي للمدينة بالتحلي بالهدوء، واصفًا الجريمة بالفظيعة. وقد أدى المصلون في مصلى سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن أمس بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب على الفقيدة ناهد الزيد. وفي السياق نفسه قال رائد المانع شقيق المغدور بها ل «الشرق» إن الطائرة التي تقل جثمان شقيقته ستصل الرياض صباح السبت، لتكمل رحلتها إلى الجوف في الساعة الخامسة.