استبشر أهالي الجبيل البلد مؤخراً بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتعليم ب 80 ملياراً، حيث طالب أهالي محافظة الجبيل إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية باستحداث مدارس للبنين والبنات؛ لخدمة أبناء وبنات المحافظة، وذلك في ظل كثافة السكان وتزايد أعداد الطلاب والطالبات كل عام. وناشد الأهالي وزارة التربية النظر في طلبهم في استحداث مدارس للبنين والبنات لما يخدم العملية التعليمية والتربوية في ظل النقص الملحوظ في عدد المدارس حسب الأحياء السكنية بالجبيل البلد. وذكر فضل البوعينين أن المباني المدرسية تعتبر من أهم أساسيات العملية التعليمية؛ حيث تؤثر البيئة المدرسية بشكل كبير على الطلاب والطالبات؛ وتسهم بشكل كبير في تشكيل المخرجات النهائية؛ وتساعد المعلم والمعلمة على الفاعلية وتحقيق كفاءة التعليم، وقال: يعد هذا أمراً لا تغفل عنه وزارة التربية والتعليم التي تهتم كثيراً بتحسين البيئة المدرسية؛ ومعالجة مشكلاتها. كما أن الأمر كان من أولويات خادم الحرمين الشريفين الذي اعتمد ميزانيات ضخمة لبناء المباني التعليمية وفتح المدارس لاستيعاب الكم المتزايد من الطلاب والطالبات. وأضاف: «أعتقد أن البيئة التعليمية في مدينة الجبيل البلد تعاني من ثلاثة جوانب؛ الأول من حيث محدودية عدد المدارس المتاحة ما يرفع عدد الطلاب والطالبات في الفصل الواحد؛ وبالتالي في المجموع الكلي في المدارس. متسبباً في مشكلات كثيرة؛ ومنها مخاطر الاكتظاظ؛ وما يسببه زيادة عدد الطلاب والطالبات من تدنٍ في كفاءة التعليم لأسباب مرتبطة بالكثافة الطلابية وعدم تمكن المعلم والمعلمة من المتابعة الدقيقة للطلاب. وقال: على سبيل المثال لا توجد في الجبيل البلد إلا مدرسة ثانوية واحدة للبنات؛ تضم أكثر من ألف طالبة؛ ويتجاوز عدد الطالبات في بعض الفصول 50 طالبة؛ إضافة إلى قِدم المبنى وعدم توفر متطلبات العملية التعليمية؛ وعدم وجود الصالات المكيفة؛ وتدني مستوى دورات المياه؛ ما يجعلها مهجورة لأسباب مرتبطة بمستواها الصحي والبيئي. والثاني مرتبط بالمدارس المستأجرة التي ما زالت قائمة حتى اليوم؛ بل إنها بدأت تغزو الأحياء الجديدة التي كان من المفترض أن تتوفر فيها أراض مخصصة للمباني المدرسة. وأضاف: هذا أمر يتعارض مع استراتيجية استبدال المباني المستأجرة القديمة بالمباني الحكومية الدائمة. وأما السبب الثالث فقال البوعينين: إنه التفرقة الواضحة بين طلاب وطالبات الجبيل البلد؛ ونظرائهم في الجبيل الصناعية على الرغم من أنهم ينتمون لنفس المحافظة. وتتركز مظاهر التفرقة في نوعية المدارس والخدمات المقدمة فيها؛ حيث تتميز مدارس الصناعية بالرحابة والصيانة الجيدة وتوفر الخدمات والصالات والمعامل والمختبرات والأجهزة الإلكترونية الحديثة التي تدعم عمليات التعليم الحديث؛ إضافة إلى النقل المدرسي المتميز؛ وهذا يعطي طلاب الصناعية فرصاً تعليمية غير متاحة لطلاب الجبيل البلد. وأكد البوعينين أن العمل المتميز الذي تقوم به الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية في المباني المدرسية؛ يقابله عمل متدنٍ تقوم به وزارة التربية والتعليم في الجبيل البلد؛ ما يؤدي إلى نشوء الفوارق التنموية والمجتمعية بين المدينتين، وهو أمر يجب أن تتم معالجته سريعاً تفادياً لأخطار المستقبل. واعتبر البوعينين أن أمنيات طلاب وطالبات الجبيل هي الحصول على فرص تعليمية مساوية للفرص التعليمية المتاحة لإخوانهم وأخواتهم في الجبيل الصناعية. وقال: التفرقة التعليمية التي أحدثت شرخاً في المجتمع يجب أن تتوقف؛ وأن تتم معالجتها بشكل علمي يحقق العدالة للجميع؛ ويدعم العملية التعليمية؛ ويحفظ حقوق الطلاب والطالبات. واقترح البوعينين إيجاد فرص ومشاريع متساوية بين المدينتين. وقال: أقترح أن تكون مشاريع التعليم في المدينتين متماثلة؛ فنحن نعيش في دولة واحدة ومحافظة واحدة ولا يفصل بين المدينتين فاصل؛ بحيث تحصل الجبيل البلد على مبانٍ مدرسية مشابهة للمباني المدرسية في الصناعية؛ وهذا يمكن تحقيقه بسهولة من قبل وزارة التربية والتعليم التي يفترض أن تهتم كثيراً بالعدالة المجتمعية والتعليمية. من جهة أخرى، فالجبيل البلد في حاجة ماسة إلى المساهمة المجتمعية من القطاع الصناعي بما فيه أرامكو وسابك؛ اللتين يفترض أن تسهما في بناء المدارس وتقديم الخدمات المجتمعية بشكل أكبر. وأقترح البوعينين في هذا المجال أن تسند عملية بناء المدارس الحكومية في الجبيل إلى الهيئة الملكية بالجبيل لتوحيد المستوى؛ ولإزالة التفرقة التعليمية والمجتمعية؛ وأن تدعم بالميزانية الشاملة للمباني التعليمية في محافظة الجبيل وليس الجبيل الصناعية فحسب؛ وأن يعدل نظام الهيئة بما يسمح لها بالتوسع في التنمية في محافظة الجبيل بدلاً من تحديدها بالجبيل الصناعية. وقال البوعينين: المساواة الاجتماعية أمر واجب التحقيق وكل تأخير فيه؛ لأسباب تنظيمية؛ أو بيروقراطية سيتسبب في إحداث هوة مجتمعية تتحول مع مرور الوقت إلى جدار فصل عازل بين مجتمعين ينتميان لنفس الدولة ونفس المحافظة. وسيكون الشاهد الأكبر على التشوه التنموي الذي أحدثته الأنظمة؛ وقبلت به المؤسسات الحكومية؛ وعانى منه مجتمع كان في أمس الحاجة إلى الاندماج لا الانفصال. وعدد البوعينين عدداً من أحياء الجبيل البلد تحتاج لبناء مجمعات مدرسية للجنسين فيها؛ وهي الخالدية؛ الجوهرة؛ والحمراء؛ إضافة إلى استحداث مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية للبنات والبنين على حد سواء لفك الاختناق؛ وتحقيق التوزيع الجغرافي المناسب على الأحياء. إضافة إلى إعادة بناء بعض المباني المتهالكة كالمدرسة الابتدائية الأولى. وقال: يجب أن يكون هناك تناسب بين عدد السكان والمدارس؛ وتوزيع عادل للمدارس على الأحياء خاصة مع عدم توفر نقل الأبناء وضعف نقل الطالبات. إضافة إلى ذلك؛ فمن المنتظر البدء في إصدار تراخيص البناء في ضاحية الملك فهد وهذا يجعلنا نطالب الوزارة بالتخطيط الاستراتيجي المستقبلي لحاجة الجبيل من المدارس الحكومية. ويخلص البوعينين إلى التحذير من مغبة التأخير في البدء بخطط تعليمية موازية لما تقام في الصناعية. وقال: إذا لم تبدأ الوزارة اليوم في تخطيطها لاحتياجات المستقبل فستستمر المعاناة وتتعاظم المشكلة. وهناك مشكلة في توفر الأراضي في الأحياء الجديدة ويعود ذلك لضعف التنسيق بين وزارة التربية والبلدية؛ ولعدم وجود الرؤية الاستراتيجية. يمكن التغلب على هذه المشكلة بشراء الأراضي في الأحياء المستهدفة وهو متوافق مع الأنظمة الجديدة التي تجيز شراءها لبناء المدارس الحكومية. كذلك توقفت عمليات استحداث المدارس وبناء المباني المدرسية أكثر من عقدين من الزمان وهذا أدى إلى شح المدارس في مقابل النمو الكبير للسكان. أما محمد الحسني فقال: إن المدارس بالجبيل البلد لابد أن تحظى بدعم ورعاية واهتمام الوزارة حيث لا يمكن أن نقارن بين مدينة الجبيل الصناعية والجبيل البلد بالتعليم، فلا مدارس الجبيل البلد مطورة ولا مبانٍ مدرسية مميزة وتفتقد للتطوير. وقال: بناء على ذلك فمطالبنا تتمثل في استحداث مدارس جديدة وإعادة وتأهيل وتطوير المدارس القديمة لما يخدم العملية التعليمية. تعتبر مدارس الجبيل الصناعية من أميز المدارس على مستوى المملكة وأفضلها من جميع الجهات فمبانيها ملائمة تماما تطبق أحدث معايير الجودة مزودة بكافة وسائل الأمن والسلامة فيما تستخدم المدارس أحدث طرق ووسائل التعليم فجميع المدارس مزودة بالتعليم الإلكتروني، ناهيك عن تحقيق مدارسها وطلابها جوائز محلية وخليجية وإقليمية وعربية وعالمية. وبينت إحصائية اطلعت عليها «الشرق» الكثافة العالية للطلاب والطالبات مقارنة بأعداد المدارس والفصول الدراسية. فعدد المدارس للمرحلة الابتدائية بنين 22 مدرسة وبنات 38 مدرسة والمتوسطة بنين 17 مدرسة وبنات 19 مدرسة والثانوية بنين 13 مدرسة وبنات 16 مدرسة. والفصول الدراسية للمرحلة الابتدائية بنين 269 فصلا وبنات 519 فصلا والمتوسطة بنين 97 فصلا وبنات 178 فصلا والثانوية بنين 466 فصلا وبنات 3082 فصلا. وأعداد الطلاب للمرحلة الابتدائية بنين 6112 طالبا وبنات 13803 طالبات والمرحلة المتوسطة طلاب 2385 طالبا وعدد الطالبات 4862 طالبة والمرحلة الثانوية عدد الطلاب 10819 طالبا وعدد الطالبات 24225 طالبة. من جهته، أوضح ل «الشرق» مدير مكتب التربية والتعليم بالجبيل عيسى الحربي أن المكتب يسعى للشراكة والتكاملية مع جهات عدة لترجمة الخدمات المقدمة للعملية التربوية والتعليمية بشكل مترابط لتستجيب لتطلعات المستفيد في المحافظة بشكل ملموس كوزارة الدفاع متمثلة في قيادة الأسطول الشرقي وكذلك تحلية المياه المالحة والهيئة الملكية بالجبيل الصناعية ووزارة الداخلية ومصنع أسمنت المنطقة الشرقية في الخرسانية وبعض المجمعات المغلقة. وأضاف الحربي: «وفيما يتعلق بمعدلات الكثافة الطلابية في المدارس فهي تتفاوت حسب القطاعات والنطاق الجغرافي حيث تقل عن المعدل الطبيعي في بعض المدارس كمدارس منطقة الخرسانية وبعض المجمعات المغلقة النهارية والمدارس الليلية كمدرسة ابن زهر وتكون في معدلها الطبيعي في النطاق الجغرافي في الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية ومدارس محطات تحلية المياه المالحة بالجبيل وتزيد عن المعدل في مدارس البنين والبنات في وسط محافظة الجبيل كحي المرقاب والأحياء المجاورة وبعض المراحل الدراسية في مدارس الأبناء بالأسطول الشرقي. وقال: صدر قرار افتتاح مدرستين في منطقة الخرسانية التابعة لمحافظة الجبيل باسم مدرسة أمامة بنت حمزة بن عبدالمطلب المتوسطة للبنات ومدرسة هاشم بن عتبة المتوسطة بنين وستنطلق الدراسة فيهما مع بداية العام الدراسي القادم، وسيتم تدريجيا زيادة الفصول في الأعوام القادمة بناء على أعداد الطلاب والطالبات وترفيعهم للصفوف التي تليها. كما صدر قرار افتتاح الروضة السادسة بالجبيل وجار استكمال تشغيلها، وسبق ذلك تشغيل مدرسة ابن عقيل الثانوية كمدرسة ملحقة لمدرسة الملك فهد الثانوية، وكذلك مدرسة البيهقي للبنين في حي الحمراء وبتشكيل ستة فصول بمبنى مستأجر وكذلك تم تشغيل مدرسة فاطمة بنت الخطاب للبنات مع بداية الفصل الدراسي الثاني الحالي. وقال: تم الانتهاء من تجهيز مدرسة خالد بن سعيد للبنين لانطلاق الدراسة بها قريبا، وكلتيهما في مجمع إسكان وزارة الداخلية، وتم أيضا تشغيل مدرسة ابن عقيل الثانوية للبنين بداية هذا العام.وأما مشاريع المباني المدرسية فقال الحربي: إنها تحت الإنشاء. وقال: «من المتوقع استلام مطلع العام القادم مبنى مدرسي للبنين في حي الجوهرة ومجمع مدارس بنات من أربعة مبانٍ في حي طيبة متى استوفت الموافقات من الجهات ذات العلاقة. وتوجد ثلاثة مشاريع مدرسية مبرمجة في انتظار اعتماد التنفيذ من وزارة التربية والتعليم ومشروع مدرسي بنين منفذ داخل إسكان قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية من قبل وزارة الدفاع ومشاريع تحت التنفيذ للبنات والبنين في الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية. وفيما يتعلق بإنشاء المدارس الواقعة في النطاق الجغرافي للهيئة الملكية بالجبيل الصناعية قال الحربي: تأتي مراعية للكثافة السكانية في الأحياء الجديدة واستباقية ومحققة للتطلعات. وألمح الحربي إلى الرغبة في شراكة مجتمعية. وقال: نتطلع لشراكة مجتمعية مع اللجنة التعليمية في المجلس المحلي للمحافظة التي أجرت مجموعة من الخطوات حيث إن وزارة التربية والتعليم على استعداد لنزع بعض الملكيات في الأراضي لإنشاء مدارس متى كان السعر عادلاً ومرتبطاً باحتياج حقيقي ولعل الأحياء التي تسجل احتياجاً في الوقت الراهن لمبانٍ مدرسية هي حي الحمراء والجوهرة وحي الخالدية. وقال: نجحت الوزارة في شراء بعضها في الفترة الماضية وتبرز الحاجة في هذه الأحياء للمباني المدرسية لتستوعب النمو في أعداد الطلاب والطالبات والتخلص من بعض المباني المستأجرة التي لا تتلائم ومعايير الجودة التعليمية لتتسق مع توجهات وزارة التربية والتعليم وتطلعات الأهالي وأبنائها وبناتها الذين يمثلون حجر الأساس في العملية التعليمية والتربوية. وتابع قائلاً: يرتبط حاليا مكتب التربية والتعليم مع الهيئة الملكية لأجل تقديم الصيانة لبعض مباني مدارس البنين والبنات بموافقة من الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل التي تأتي لتلبية تطلعات أبناء وبنات المحافظة ومذكرة الشراكة الموقعة معهم. وفي سياق آخر، قال الحربي: تم هذا العام افتتاح مركز للتدريب التربوي الذي استفاد منه أكثر من500 مستفيد في المناشط أو الفعاليات التدريبية في مشاريع عدة كمشروع المعلم الجديد والتعلم النشط والتدريب على مهارات واستراتيجيات التعليم وفق نظريات التعلم والتوجهات التربوية المعاصرة، مع استمرار الشراكة التدريبية مع شركاء التربية والتعليم في إدارة الخدمات التعليمية بالهيئة الملكية في مركز الأنشطة الطلابية لتأتي معززة ومساعدة للمتميزين والمتميزات في المحافظة الذين نالوا جوائز ومواقع متقدمة في مسابقات التميز.