كنا ننظر إليكم ونصفكم دائماً ب»عباد الله الصالحين الطيبين» كما علمتمونا أو بالأحرى أوهمنا بعضكم حينما انتشرتم في أرضنا قبل ثلاثين سنة؛ كنا نظن أن لكم رسالة واحدة هي هداية الناس، وإعادتهم إلى مكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكرات بأنواعها.. لقد كنتم رائعين في الظاهر، وربما كنا أغبياء في الباطن!! لطالما غبطناكم على الصلاح والتقوى؛ حتى عرفنا منكم أنتم لا من غيركم أن الحرب بينكم مستعرة وسافرة وسافلة في أحيان كثيرة، وتعلمنا منكم لا من غيركم أن الجامي يختلف عن الإخواني وينصب له الفخاخ، وأن السروري يمقت التبليغي ويسفه أعماله، وأن الجهادي السلفي آلة قتل عمياء ترفض الجميع إلا من سار على دربها الدموي، وأن كل هؤلاء حرب على بعضهم وسيبقون إلى ما لا نهاية. فلمصلحة من تتحاربون وتختلفون أيها الأفاضل؟! وما هو الفرق بينكم وبين السياسيين الذين دائماً ما يختلفون على المصالح والمكاسب المؤقتة؟ الحقيقة أنكم كنتم ولا تزالون قبائل جاهلية تطارد الزعامة والمنصب؛ بينما كنا نحن المساكين نظنكم قبيلة واحدة من الإحسان، وما أسخف ظننا بكم!! لقد تفرغتم الآن لرصد سقطات بعضكم؛ ثم تقولون لماذا ينقسم الشباب ويلومونكم؟ لقد انقسموا أيها الأفاضل لأنكم انقسمتم، وكرهوا بعضهم لأنكم كرهتم بعضكم، ونصبوا الكمائن لبعضهم لأنكم من علمهم فنون المكيدة لا فنون التعايش والسلام؛ فلا تطالبوهم رجاء بأن يكونوا ملائكة، وأغلبكم يلعب دور الشيطان في كل مناسبة، ويبيع ويشتري المواقف والمبادئ كي يغيظ منافسه الآخر الشيخ، ويحسن دوره في الطابور على حسابه؛ لا تطالبونا بأن نعفو ونصفح ونتسامح، وأغلبكم لا يعفو ولا يصفح ولا يتسامح.. أيها الشيوخ الأفاضل تأكدوا أن الناس ليسوا أغبياء، وأنهم يعرفون جيداً أن بعضكم حريص على نشر غسيل أخيه وفضحه أكثر من حرصه على ستره وإقالة عثرته، وربما هو حريص على قتله أيضاً؛ فلماذا تطالبون المجتمع بقيم التسامح والعدل والحوار وأنتم من ألغى هذه القيم واستبدلها بالكراهية والظلم والفرقة؟ راجعوا أنفسكم فقد أصبح بعض مشاهيركم نكبة؛ بدل أن يكون رحمة، وجاهلية تمشي على رأسها؛ بدلاً عن أن يكون فضيلة تمشي على قدمين كما كنا نظن ونتمنى!! سامحكم الله.