كشفت إدارة الطرق في الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية عن أحدث مُعدة تستخدم في فحص الطرق السريعة والداخلية في المدينة، الأمر الذي يساعد في توفير الوقت والجهد والمال. وبدأت الهيئة ممثلة في إدارة الطرق باستخدام هذه المعدة الحديثة التي تستخدم لأول مرة في الجبيل، معلنة بذلك عن تحوُّل من فحص الطرق وشبكاتها المختلفة من الحالة اليدوية والورقية إلى التقنية الإلكترونية الأكثر دقة والأسرع نتيجة والأوفر وقتاً وجهداً ومالاً. «الشرق» كانت أمس الأول في إدارة الطرق بالهيئة الملكية في الجبيل للتعرف عن قرب على هذه المعدة من قبل المختصين والمسؤولين عنها. مدير إدارة الطرق في الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية المهندس علي القدرة قال ل «الشرق» إن الهدف الرئيس من وجود معدة فحص الطرق الحصول على بيانات دقيقة لتكون متوفرة عندنا في أي وقت نحتاجها، ومن وظائفها الرئيسة هي عملية حصر شبكات الطرق وجميع مكونات شبكة الطرق المحيطة بها كشبكة الإنارة والأرصفة والإشارات الضوئية واللوحات الإرشادية وشبكة تصريف السيول وحرم الطرق أيضاً كاملة. وقال: إضافة إلى ذلك، تساعدنا المعدة على رفع مستوى الجودة في تسلُّم المشاريع الحديثة، ومن الأشياء التي من الممكن الاستفادة منها هي جمع البيانات، حيث نقوم بجمع البيانات ومن ثم نحللها لتساعدنا في عملية تحديد احتياجات الشبكة وأعمال الصيانة وتحديد حجم الأعمال، وبناءً عليها تُقدَّر التكاليف، ومن ثم تقنينها بناء على الاحتياجات الفعلية. وأضاف: كما تساعدنا معدة فحص الطرق الآلية في بناء برنامج أولويات يعتمد على الحاجة الفعلية الموجودة على الشبكة، كما تتيح لنا عملية الانتقال من الفحص البصري العادي إلى الفحص الآلي التقني، وهذا بكل تأكيد يضمن لنا فاعلية ودقة وكفاءة عالية. وعن البيانات التي تظهرها المعدة، ذكر القدرة: «البيانات التي تظهرها المعدة هي جزء أساسي في نظام الإدارة وصيانة الطرق، وبشكل عالمي يتم استخدامها، وبالتالي تساعدنا على أن يكون العمل في مستوى احترافي أعلى من الورقي واليدوي». وهناك كثير من الوظائف الفرعية الأخرى في النظام؛ مثل تحليل البيانات التي نستطيع من خلالها «وبالتعاون مع شبكة الحركة المرورية التي دشنت مؤخراً» أن نعطي إحصائيات حركة المرور مع حالة الرصف التي نستقيها من البيانات التي تظهرها لنا المعدة، وهذا حتماً يطلعنا على أي جزء في الشبكة والعمر الافتراضي الذي يكون عليه، ومتى يحتاج للصيانة، وما هي العيوب الأكثر وجوداً بالشبكة لنتمكن من تحديد المستوى المطلوب في استراتيجية الهيئة الملكية في صيانة الطرق، وهو بكل تأكيد مستوى عالٍ ومعروف لابد أن تكون الشبكة عليه. وأضاف القدرة: البيانات عندما تُحلَّل وتعطي مستويات الشبكة بالتالي تقل علينا التكاليف المستقبلية، فعند تدارك صيانة الشبكة وهي بحالة جيدة أقل بكثير عندما نعمل صيانة للشبكة وهي بحالة أقل من جيدة، وبالتالي فيها تقليل للتكاليف، إضافة إلى أنها تبني لنا نظام أولويات دقيقاً جداً، وتقنن لنا التكاليف في أعمال الصيانة وتعطي صورة واضحة وسريعة عن وجود الخلل في الشبكة وتحديد موقعه. وعن أعداد الموظفين المتدربين على المعدة، قال: في البداية كان البرنامج يحتاج إلى ثلاثة أشخاص: مشغل وسائق ومحلل بيانات، ولدينا أكثر من 20 مهندساً وموظفاً متدرباً على المعدة، فالقاعدة كبرت حيث شملت جميع مهندسي ومفتشي الطرق الذين تدربوا من خلال دورة عملية عليها. في سياق موازٍ؛ فصَّل المهندس سعيد بن ذيب القحطاني رئيس قسم الطرق في المنطقة الصناعية فوائد أخرى للمعدة، من بينها: إنشاء قاعدة بيانات دقيقة يمكن تحديثها بشكل مستمر، وحصر عيوب الشبكة ليساعدنا على إنشاء ثلاثة برامج مهمة، هي مؤشر حالة الرصف الحالية، والأولويات في الصيانة، وكذلك برنامج يساعدنا في تقدير التكاليف وتقنينها للصيانة الحالية والمستقبلية. وكذلك نستطيع بهذه المعدة الفحص وجرد مكونات جميع أجزاء الشبكة باستخدام الأنظمة الموجودة في المعدة، وكذلك نستطيع ضبط جودة ووعورة الطرق عند تسلُّم مشاريع جديدة وضمان جودتها، إضافة إلى حصر أخذ المعلومات الدقيقة باستخدام التقنية والتكنولوجيا الموجودة التي ستكون أسرع وأدق من الفحص النظري الموجود من قبل. وعن آلية الكشف، ذكر القحطاني أن شبكة الطرق في الجبيل الصناعية وُضِع لها نظام محدد ونستطيع من خلال هذه المعدة فحص جميع الطرق في الجبيل الصناعية بكل يسر وسهولة، كما أن لدينا خطة بحيث يمكن لنا خلال ستة أشهر أن نفحص طرق المدينة جميعها، بحيث يكون الفحص في العام مرتين، ويوزع الجدول حسب المنطقة وحسب كل قسم، ومن ثم توجيه جميع المعلومات وتحليلها والرفع بتقرير شامل للإدارة العليا بجميع تفاصيل التحاليل، سواء بتقدير التكاليف أو الأولويات وتقييم حالة الرصف الحالي ومن ثم اتخاذ القرارات من الإدارة العليا. وعن مكونات المعدة، قال المهندس عايض القحطاني، من إدارة الطرق في الجبيل الصناعية، إنها تتكون من المركبة نفسها، حيث لابد أن تكون ملائمة ومريحة، وحساسات الليزر، ولدينا خمسة حساسات لقياس مستوى الوعورة في الطريق وفي سطح الطريق. وأضاف القحطاني: الجزء الثاني يحتوي على 3 كاميرات أمامية لعرض عناصر الطريق ومحتويات شبكة الطرق، والعنصر الثالث هو شبكة الملاحة «جي بي إس» لتحديد إحداثيات مشكلات الطريق وعيوبه، والعنصر الرابع هو جهاز قياس المسافات، كما أن هناك كاميرا خلفية موجهة إلى سطح الطريق ليمكن من خلالها رؤية التشققات والعيوب في سطح الطريق. والجزء الخامس من المعدة يتكون من أجهزة الحساب لجلب جميع بيانات المعدة إلى شاشة العرض الأمامية أثناء عملية المسح الميداني، وتتطلب المعدة في تشغيلها في المرحلة الأولى شخصين: قائد مركبة، ومشغلاً. وعند الانتهاء من المسح الميداني يتم استخراج البيانات وجلبها إلى حاسب آلي آخر يتم عبره تحليل البيانات المتوفرة ومطابقتها مع مواصفات معتمدة من الهيئة الملكية، ثم يتم رفع التقارير اللازمة سواء من الشخص المسؤول أو الإدارة للمشكلات الموجودة في المسح الميداني، ورفع التوصيات بالعمليات اللازمة لإصلاح هذه المشكلات.