من الفطرة البشرية أن تتحذر وتتحرص من الأخطار وتتحصن من الغفلة عن الأذى وكل منَّا يتولى أمره ويوطن نفسه، إلا الأطفال فإنه حري بهم من يتولى أمرهم ويرعى أزرهم. في كل بيت سعودي ما لا يقل عن ثلاثة إلى خمسة أطفال والعشرة أحياناً.. و كل طفل سهدَ فؤاد والديه رعاية وعناية كثروا أم قلوا.. وثلث الشعب طفولة في بطون المدارس في مختلف الأعمار والمراحل.. وكل طفل مربوط بأسرة ومنزل لا يقل أفراده عن الخمسة إلى الخمسة عشر! الطفل يستفزه الوجود ويثيره الموجودات، وتجده ملاصقا لكل خطر جهل بذلك أم علم، تلك من أسرار الخلق والاكتشاف. ونحن أمام مرض كورونا الذي هو في ازدياد يوما بعد يوم والطفولة تعبث بكل شيء حولها ولا توفر الفضول ولا أظن بإعطاء أي طفل تعليمات أو توجيهات أنَّه سيصمدُ أمامها كثيراً..!! إذاً دعو الطفولة يرعاها المنزل، الخطر يحيط بالطفل من كل جانب والروح للصغار مُشوّقة يصيب قلب كل أم القلق والفزع حتى يعود طفلها سليماً إلى المنزل.. لا أعلم إن كان حجم ما سيتعلمه الطفل في هذين الأسبوعين الشيء العظيم الذي تقرر به حجم حياته.. ليُقدر حجم الضرر والخطر على الأطفال جيداً، الطفل يداه تعبث بكل حدب وصوب ولن تنوء عن التفريط.. ولن يهتم الطفل بغسل علبة العصير قبل الشرب ولن يستوعب أمر الابتعاد عمن يسعلون أو يسعفه إدراكه بمعرفة المصابين والابتعاد عن الأسباب! إلى إدارة التعليم الموقرة.. تحية طيبة وبعد، هلّا شاركتِ العالم والمجتمع بأحداثهم ومشكلاتهم؟ هلّا أصبتِ مسَّاً أو حسَّاً أو ألماً لقلق الناس والأمهات..؟؟ عزيزتي الإدارة المرموقة والأليقة بذوي النَّباهة هلّا أوجبتِ الذين تصبين لهم تعليمك وهم صغارنا وأطفالك، قبل ما توجبين التعيينات وعمل الإدارات والتفتيشات وتضارعين الحال وماهو عليه الطلاب بشيء من الاهتمام والمبالاة بما يضاهي سؤدَد رئاستك ومنصبك؟! لكِ يا إدارتنا الجليلة يدٌ وَجِدّةٌ على كل فرد وكل منزل بهذا المجتمع.. وعليكِ مراعاة ماهم عليه من حال.. لا أن تكوني خافتة الذكر لم يمتكَّث لكِ لواء ولم يتعتم لكِ قرار فافعلي مايشبه فضلك وكوني ذا رأي وسداد! ومرض كورونا وصل لمرحلة توجب على الأقل الاهتمام بعبث الصغار وحفظهم في منازلهم ترعاهم أفئدة أمهاتهم.. هذا أقل مايقال! لم أذكر موقفاً لإدارة التعليم من بعد حرب الخليج عام1410ه والذي أوقفت صواريخ صدام الدراسة فصلا دراسيا كاملاً.. وأستغرب أن يصرح وزير العمل المهندس عادل فقيه والمكلف وزيراً للصحة أيضاً وأن يمت ويقطع بعدم تأجيل الدراسة، ولا نسمع لإدارة التعليم صوتاً.. هل هو قلّةٌ بالأعضاء أم بالأصوات أم بالتنظيم أم هم مشغولون بتفكيك وتركيب وتعيين، ونسوا الطلاب!! أو لا مانع من أن يشارك عادل فقيه بالتعليم أيضاً..؟؟!!