اعتبرت الباحثة السعودية مرام عبدالإله هويدي، أن من أهم ما دوّنه الرحالة في كتاباتهم هو الحديث عن المرأة، إذ يعد الحديث عنها جزءاً من التاريخ الاجتماعي. وقالت هويدي في ورقة قدمتها خلال الجلسة السابعة من اليوم الثالث لملتقى حاتم الطائي، الذي ينظمه النادي الأدبي في منطقة حائل تحت عنوان «حائل في عيون الرحَّالة»، إن الرحالة تحدثوا عن أوضاع المرأة الاجتماعية والأدوار التي قامت بها في المنطقة عن كثب من خلال مشاهداتهم اليومية، وهو ما قد يغيب ذكره في المصادر المحلية التي كان غالب تركيزها في ذلك الوقت على النواحي السياسية أكثر منه في النواحي الاجتماعية، ومن هنا تأتي أهمية اختيار المرأة محوراً لموضوع الورقة المقدمة، إضافة إلى أهمية المدة الزمنية التي زار فيها الرحالة منطقة حائل وهي الفترة مابين عامي 1261-1340ه/1845-1921م وما شهدته من أهمية سياسية. وأضافت هويدي «لقد تأثر وضع المرأة في منطقة حائل بالنظرة الاجتماعية، إذ كان وضعها ذا خصوصيةٍ، حالها حال بقية مناطق شبه الجزيرة العربية، من خلال الملبس والتواصل مع المجتمع، وما يناط بها من أعمال وأدوار. كما أن الأحوال العامة السائدة آنذاك كالأحوال الدينية، السياسية، والاقتصادية، ساهمت في خلق المكانة الاجتماعية للمرأة، وعليه حصلت على معظم حقوقها سواءً أكانت أماً أم زوجة، ابنة، أختاً. وشهد اليوم الثالث «أمس» من ملتقى حاتم الطائي، إقامة الجلسة الختامية، والتي رأسها الدكتور أحمد البسام تحت عنوان (الحياة الاجتماعية والاقتصادية في كتابات الرحالة)، وقدم فيها الدكتور علي بن نصيف ورقة بعنوان (التركيبة الاجتماعية للجيش في القرن التاسع عشر من خلال كتابات الرحالة الأجانب) وقد اتخذ الباحث جيش إمارة حائل كمثال لدراسته معتمداً بشكل رئيس على ما ورد في كتابات الرحالة عن مجتمعات شمال الجزيرة العربية وحالتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية. وناقش في الورقة تحولات البيئة الاجتماعية ومدلولات التركيبة الاجتماعية للجيش في إمارة حائل في الفترة بين أربعينيات القرن الثاني عشر أوائل القرن الرابع عشر الهجريين/ ثلاثينيات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين. وفي ورقة أخرى، قدم الدكتور أحمد الشبعان تعريفاً عن (صورة الحياة الاقتصادية الريفية في فدك (الحائط) من خلال وصف الرحالة ) وهي تمثل صور الحياة الريفية بشقيها الطبيعي والبشري. الدكتورة المغربية كريمة عبدالرؤوف الدومي تحدثت عن (جوانب من الحياة العامة في مدينة حائل إبان القرن التاسع عشر من خلال كتابات الرحالة) حيث اعتبرت في حديثها رحلة المستشرق الفنلندي «جورج أوغست فالين» الملقب ب «عبد الولي» إلى منطقة حائل خلال القرن التاسع عشر الميلادي/الثالث عشر الهجري، واحدة من أهم الرحلات التي تكشف طبيعة الحياة العامة بها. وأما خاتم فضي الشمري، فأكد في ورقته (مجتمع حائل «عاداته وتقاليده» من خلال كتابات الرحالة الأوربيين في القرن التاسع عشر الميلادي) أن دراسة تاريخ العادات والتقاليد في مجتمع حائل، لم تحظ بالعناية الكافية من قبل الباحثين، وهو أمر يُعزى إلى شح النصوص التاريخية وندرتها النسبية.