يأتي الفهرس العربي الموحد واحدا من أهم المشروعات الثقافية، التي تتبناها مكتبة الملك عبد العزيز العامة. وهو عمل عربي وحدوي يهدف إلى بناء بنية تحتية متطورة لأعمال المكتبات والمعلومات. ويشير مدير الفهرس الدكتور صالح المسند إلى أن الفهرس يعمل على حصر الإنتاج الفكري العربي في قاعدة واحدة من خلال بوابة إلكترونية، بحيث يحتوي وصفا ببليوجرافيا كاملا لجميع الكتب العربية. وقد حوت قاعدة بياناته، حتى الآن، أكثر من مليون تسجيلة ببليوغرافية لأوعية معلومات عربية. وسيتيح الفهرس للقارئ العربي إمكانية معرفة مكان الكتاب بين المكتبات المشاركة فيه. ويضاف إلى الكتب المؤلفة والمترجمة، المخطوطات والمقالات المنشورة في الدوريات المختلفة، وكذلك الرسائل الجامعية، التي تجاوزت اثنتين وستين ألف مادة فهرسية. وقد نظم الفهرس خلال الثلاث سنوات الماضية اثنتين وثمانين دورة تدريبية على ممارسات الفهرس والفهرسة الوصفية والضبط الاستنادي. ومن الإنجازات الكبرى، التي حققها الفهرس تضمين جميع بياناته الببليوجرافية في الفهرس العالمي WorldCat، الذي يعتبر أكبر قاعدة للتسجيلات الببليوغرافية في العالم. إن كثيرا من المكتبات تتأخر كثيرا في إتاحة الكتب الجديدة لقرائها بسبب تأخر الفهرسة، التي تحتاج زمنا وجهدا وكوادر بشرية، والأهم من ذلك اختلاف الفهرسة للكتاب الواحد بين المكتبات. وهذا يؤكد أن هناك حاجة ماسة إلى تكامل البيانات الببليوغرافية وتقنينها وفق معايير وقواعد دولية حيث يصبح تبادل التسجيلات الببيلوغرافية ممكنًا مما يوفر الجهد والمال. مع الفهرس العربي الموحد، كل ما تحتاجه المكتبة أن تعتمد تقنينات الفهرس وتنزيل التسجيلات الببليوغرافية، بما في ذلك رقم التصنيف في الفهرس ووضعه على الكتاب. إنه توفير لجهود الآلاف من موظفي المكتبات العربية، مع ضمان الدقة وتوحيد المعايير والتقنينات بين المكتبات العربية وغير العربية بالنسبة للكتاب العربي. يتحدث الحالمون عن وحدة عربية، ويدركون أن السياسة تمزقها، لكن تأتي الثقافة لتكون الأمل في تحقيق بعض مظاهرهذه الوحدة. وبالتأكيد فإن الفهرس العربي الموحَّد، سيكون الموحِّد الأبرز في الإطار الثقافي، فشعار الفهرس “نحو عمل عربي مشترك”. وبالرغم من أنه قد انضمت إلى الفهرس حتى الآن أربعة آلاف مكتبة، تمثل تسع عشرة دولة عربية، إلا أن مكتبة وطنية محلية مازالت تغني خارج السرب العربي الموحد. اللافت ليس عدم انضمام هذه المكتبة للفهرس، وإنما الإعلان أنها تعمل على فهرس سعودي موحد! الفهرس العربي الموحد نجح في صنع بوابات عربية وطنية لعدد من الدول العربية، وفي طريقه لاستكمالها جميعا. وكل بوابة فهرس وطني موحد يحصر مقتنيات جميع مكتبات تلك الدولة. وهنا تأتي الخصوصية التي تقود إلى التكامل. أؤكد مرة أخرى أن الحديث عن مكتبة الملك عبد العزيز العامة حديث عن مؤسسة مشروعات ثقافية. فللمكتبة وداعميها كل التقدير، وعلى الثلاثة الذين أشرفوا، ولا زالوا، على المكتبة، بعيدا عن الرتب والألقاب فيصل المعمر ثم عبد الكريم الزيد وفهد العبد الكريم، الجهد الأكبر. فتحية شكر وتقدير لهم، يشاركهم إياها أخريات، أبرزهن فاطمة الحسين، وآخرون من منسوبي المكتبة يتفانون جميعا لخدمة الثقافة العربية الإسلامية.