استُشهد اثنان من منسوبي حرس الحدود أحدهما يحمل رتبة رئيس رقباء، والثاني رتبة جندي يتبعان لمركز الربوعة في قطاع ظهران الجنوب بمنطقة عسير، إثر تعرضهما أمس، لإطلاق نار من كمين نصبه مجهولون، وذلك على الشريط الحدودي، حيث تم نقلهما عن طريق حرس الحدود إلى مستشفى ظهران الجنوب إلا أنهما توفيا. وأوضح الناطق الإعلامي في صحة عسير سعيد بن عبدالله النقير أن طوارئ مستشفى ظهران الجنوب استقبل مصابين من رجال حرس الحدود عن طريق إسعاف حرس الحدود، وبعد الكشف عليهما اتضح إصابتهما بعدة طلقات نارية وقام الطاقم الطبي بعمل الإنعاش الرئوي القلبي للحالتين، ولكن لم يستجيبا لجميع المحاولات، حيث اتضح أنهما متوفيان وتم إعلان وفاتهما. والشهيدان المتوفيان هما رئيس مركز حرس الحدود بالربوعة رئيس رقباء عبدالرزاق الغامدي والجندي محمد أحمد مقرحي القحطاني، وهو حديث الالتحاق بالخدمة العسكرية في القطاع. وكان رئيس مركز الربوعة رئيس رقباء الغامدي قد خدم في قطاع حرس الحدود بالقحمة البحري نحو 25 سنة، ثم انتقل إلى قطاع ظهران الجنوب قبل نحو سنة بعد أن توفى أحد أبنائه (خالد) حيث تمكن خلال مهام عمله رئيساً لمركز الربوعة الحدودي من إحباط عدد كبير من العمليات من تهريب سلاح ومخدرات وضبط متسللين. واستنفر قطاع حرس الحدود في الموقع وتم استدعاء الجهات الأمنية، التى حضرت على وجه السرعة، حيث تولى فريق التحقيق والأدلة الجنائية مباشرة الحادثة ورفع الآثار والاستدلالات. رافق الشهيد رئيس رقباء عبدالرزاق الغامدي صحيفة «الشرق» مع قائد قطاع ظهران الجنوب العميد سعيد محمد المهجري في جولة صحفية على الحدود، ومنذ تسلمه مهامه بمركز الربوعة ورغم حداثة ذلك إلا أنه استطاع التعرف على المواقع ودراسة جغرافية المكان، وكان دائم الابتكار حتى اهتدى إلى عمل الدائرة الضوئية، ووجه قائد القطاع ووعد بدعمها والرفع للمسؤولين بهذا الإنجاز، وكان حلمه دعم هذه الفكرة وتعميمها على المراكز، حيث ارتكزت الفكرة على تحصين مساحة كبيرة عبر أسلاك موصلة بالإنارة وجرس إنذار، وعندما يحاول المتسلل أو المهرب اجتياز هذه المساحة تضيء المصابيح وينطلق جهاز الإنذار ويصبح المهرب أو المتسلل مكشوفاً لرجال الحدود وفي مرمى نيرانهم. عاش الرئيس رقباء الغامدي لحظات مرة في حياته بعد فقده ابنه الأكبر (خالد)، وكان له أثر كبير في نفسه حتى أنه انتقل من حرس الحدود في قطاع القحمة البحري إلى قطاع ظهران الجنوب البري والشرس وصاحب المعارك الليلية في سبيل حماية حدود الوطن، وتمكن رئيس الرقباء من التغلب على حجم الفقد الكبير لابنه خالد وأخذ في حراسة الحدود بكل جسارة واقتدار ولم يعلم أنه سوف يلحق بابنه في القريب العاجل. كان آخر ما وضعه على (واتساب) الشخصي صور ابنه خالد وشقيقه ومذيلها بعبارة يقول فيها ( يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد قبضت ثمرة فؤادي… فاللهم لك الحمد حتى ترضى وبعد الرضا… اللهم ارحم خالد وأسكنه الفردوس الأعلى). «الشرق» تواصلت مع الناطق الإعلامي بقيادة حرس الحدود في منطقة عسير العميد عبدالله الحمراني، الذي أوضح أنه سوف يصدر بياناً بالحادث خلال الساعات القليلة القادمة.