حاول أنصار إلحاق شبه جزيرة القرم بروسيا أمس الجمعة توسيع نفوذهم في تلك المنطقة جنوبأوكرانيا، عبر الانتشار قرب المباني العامة ولا سيما في مطارين ومقر الرئيس الأوكراني في المنطقة. وتقول السلطات الأوكرانية إن جنود الجيش الروسي شاركوا على الأقل في واحدة من تلك العمليات. وأعلن وزير الداخلية الأوكراني بالوكالة، أرسين أفاكوف، في وقت مبكر من صباح أمس أن «وحدات مسلحة من الأسطول الروسي» تعطل مطار بلبك القريب من سيباستوبول، مؤكداً أن «المطار لا يعمل.. وفي الوقت الراهن ليست هناك مواجهات مسلحة». ولاحظ مصدر إعلامي رجالاً يرتدون بزات عسكرية يحملون بنادق كلاشنيكوف كانوا يقومون بأعمال الدورية أمس في الصباح الباكر، خارج مطار سيمفيروبول الذي كان العمل فيه متواصلاً. غير أن مدير المجلس الوطني للأمن والدفاع، أندريي باروبيي، أعلن بعد ساعات في كييف أن السلطات المركزية الأوكرانية استعادت السيطرة على المطارين. وقال «وقعت محاولة للسيطرة على مطاري سيمفيروبول وسيباستوبول لكن المطارين الآن باتا مجدداً تحت سيطرة قوات الأمن الأوكرانية»، ولم يوضح ظروف إعادة السيطرة على المطارين. وفي الوقت نفسه تجمع مئات الناشطين الموالين لروسيا حول مقر البرلمان الذي رفعت فوقه المجموعة التي دخلت إليه أمس الأول، الخميس، وكانت على ما يبدو مسلحة، علم روسيا. وبث بعضهم أناشيد وطنية روسية بينما رفع بعضهم الآخر أعلاماً روسية بين الحشود. وما زالت عوائق من الخشب والصفائح المعدنية قائمة تمنع الدخول إلى البناية بينما يحول صف من الشرطيين دون اقتراب الفضوليين. وقال أحد ضباطهم إن النواب الذين لا يعلم كم عددهم «يعملون» حالياً في البناية الضخمة لكن قوات الأمن لم تدخلها. وتمركز خمسون ناشطا آخر أمام مقر الرئيس الأوكراني في القرم الواقع أيضاً في وسط سيمفيروبول لمنع الرئيس الجديد الذي عينته السلطات التي أطاحت بفيكتور يانوكوفيتش في كييف من دخوله. وقالت ناتاليا موروزوفا وهي واحدة من المتظاهرات «لا نوافق علي تعيينه». وفي محطة قطارات سيمفيروبول على مسافة 12 كلم من هناك، وقفت مجموعة من خمسة شبان على أحد الأرصفة وقال أحدهم إنهم هناك «لمنع قدوم متطرفين» من المناطق الأوكرانية الناطقة بالروسية. وفي سيباستوبول ذاتها، حيث ترسي البوارج الحربية الروسية انتزع حوالي أربعين من القوزاق الموالين لروسيا أمس العلم الأوكراني الذي كان يرفرف على المجلس البلدي. قال رئيس أوكرانيا المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، في مؤتمر صحفي أمس الجمعة في أول ظهور علني له منذ مغادرته كييف وذهابه إلى روسيا إن «القوميين والفاشيين» وراء الأزمة التي تمر بها البلاد. وأضاف في المؤتمر «جرى الاستيلاء على السلطة من قِبَل الشباب من القوميين والفاشيين الذين يشكلون أقلية مطلقة في أوكرانيا». وأرجع يانوكوفيتش الأزمة إلى ما سمَّاه «السياسات غير المسؤولة للغرب الذي يدعم متظاهري الميدان»، مشيراً إلى الميدان الواقع في كييف حيث جرت المظاهرات المناهضة للحكومة على مدار الشهور الثلاثة الأخيرة. وأعرب عن اعتذاره للشعب الأوكراني قائلاً «أعتذر أمام الشعب الأوكراني لأني لم أستطع الحفاظ على الاستقرار في البلاد.. المستولون على السلطة في أوكرانيا لا يمثلون غالبية الشعب». وأوضح للصحفيين «سوف أعود فور ضمان شروط أمني وأمن عائلتي»، وأضاف أنه «لم يفر» من البلاد ولكن أولاً ذهب من كييف إلى خاركيف عندما جرى استهداف سيارته بأعيرة نارية من «أسلحة آلية من جميع الجوانب». ووصف الرئيس المعزول الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 25 مايو المقبل التي أجازها البرلمان بأنها «غير شرعية»، وقال إنه لن يشارك فيها. وقال في المؤتمر الصحفي إنه يجب إجراء الإصلاحات الدستورية بحلول سبتمبر المقبل، وكذلك إجراء استفتاء بشأن أسئلة تتعلق بمستقبل أوكرانيا وانتخابات رئاسية جديدة بحلول ديسمبر المقبل. واعتبر أنه ينبغي الالتزام بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه في 21 فبراير من قِبَل حكومته والمعارضة ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا. وبموجب هذا الاتفاق تجرى الانتخابات الجديدة بين سبتمبر وديسمبر المقبلين، غير أنه تم اعتبار هذا الاتفاق على نطاق واسع غير قابل للتطبيق بعد فرار يانوكوفيتش من البلاد وتولي المعارضة السلطة. وبشأن القرم، قال الرئيس المعزول «أعتقد أن أي عمل عسكري في هذا الوضع غير مقبول، ليست لدي أي خطة لطلب دعم عسكري». وقال إن القرم وهي المنطقة الوحيدة في أوكرانيا التي تسكنها أغلبية من أصل روسي، يجب أن تظل جزءا من البلد.