يتحدث الباحث المختص في الشؤون العسكرية بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، جيفري وايت، عن مقاتلين من عشر جنسيات يقاتلون إلى جانب نظام بشار الأسد ضد مشروع الثورة السورية. وايت يقول في دراسته -«الفيالق العسكرية الأجنبية، التي لا غنى عنها بالنسبة للأسد»- إن الأسد استعان بمقاتلين لبنانيين من حزب الله، وعراقيين من الميليشيات الطائفية ككتائب «أبوالفضل العباس»، وفلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، ويمنيين من الحوثيين، وإيرانيين من الحرس الثوري (فيلق القدس)، وأتراك علويين، ومرتزقة من روسيا وكوريا الشمالية، ودول أخرى. وتقدِّر الدراسة عدد المقاتلين الأجانب، الذين استعان بهم الأسد بنحو عشرة آلاف مقاتل، وتقول إن حزب الله أرسل أربعة آلاف من عناصره للقتال داخل سوريا، كما تنتشر في دمشق أعداد كبيرة من المقاتلين العراقيين، أما الدور الإيراني فينصب في الأساس على لعب دور المنسق والميسر للقوات الأجنبية في سوريا. ويعتبر وايت أن أهمية القوات الأجنبية لا تكمن في عددها، وإنما في تأثيرها على مسار المعركة، إذ تقوم هذه العناصر بعدة أدوار لخدمة النظام، وبدون وجودها كانت ستتقلص قدرة الأسد على المواجهة، خصوصاً خلال عام 2013. وتشير الدراسة إلى أن رحيل هذه القوات الأجنبية سيشكل خطراً على وجود الأسد، فهو لا يتخذ القرارات حالياً بمفرده، وقد استندت الدراسة إلى تقارير أفادت بأن العناصر التابعة لحزب الله وإيران منخرطة في تحديد الاتجاه الاستراتيجي للحرب وإدارة العمليات القتالية حتى أنها شكلت مركز قيادة مشتركاً مع النظام. إن هذه المعلومات تشير إلى تورط مباشر من قِبل نظام الأسد في جريمة تسهيل احتلال الأراضي السورية، التي باتت مرتعاً للمرتزقة الذين يشاركون في قتل السوريين بمباركة حكومة فقدت كل مشروعية وباتت إزالتها ضرورة لتعود إلى سوريا سيادتها وليتحرر شعبها من هذا الاحتلال.