دخل السويسري ستانيسلاف فافرينكا المصنف ثامناً تاريخ بطولات الجراند سلام بإحرازه لقب بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب، إثر فوزه على الإسباني رافائيل نادال الأول 6-3 و6-2 و3-6 و6-3 أمس الأحد على ملاعب ملبورن. واستحق فافرينكا (28 عاماً) لقبه الأول في البطولات الكبرى بغض النظر عن الإصابة التي عانى منها نادال في الظهر مطلع المجموعة الثانية وأدت إلى توقف المباراة دقائق وعدم قدرة الإسباني على الحركة جيداً. وكان السويسري تخطى في طريقه إلى المباراة النهائية الصربي نوفاك ديوكوفيتش الثاني وبطل الأعوام الثلاثة الماضية، والتشيكي توماس برديتش السابع من الدورين السابقين على التوالي. وسيرتقي فافرينكا إلى المركز الثالث في التصنيف العالمي للاعبين المحترفين الذي يصدر اليوم الإثنين، وهو أول لاعب يتغلب على نادال وديوكوفيتش في بطولة واحدة للجراند سلام. وأصبح فافرينكا ثاني لاعب سويسري يخوض نهائي إحدى البطولات الكبرى بعد فيدرر، وكانت النتيجة الأفضل له سابقاً وصوله إلى نصف نهائي بطولة فلاشينج ميدوز الأمريكية عام 2013، أما أفضل نتيجة له في ملبورن قبل هذا العام فكانت وصوله إلى ربع النهائي، إذ انتظر 36 بطولة كبرى لكي يصل إلى المباراة النهائية الأولى له، وهو أمر لم يحصل في حقبة البطولات المفتوحة (بدأت عام 1968) سوى مع الإسباني دافيد فيرر الذي انتظر 42 بطولة لكي يصل إلى النهائي الكبير الأول له، وكان العام الماضي في رولان جاروس. ويتعين على نادال (27 عاماً) في المقابل انتظار بطولة رولان جاروس الفرنسية التي تنطلق في مايو المقبل لمحاولة معادلة رقم الأمريكي بيت سامبراس بإحراز اللقب الرابع عشر في بطولات الجراند سلام، وهو ثاني أفضل رقم في التاريخ. ويحمل السويسري الآخر روجيه فيدرر (32 عاماً) وضحية نادال في نصف النهائي يوم الجمعة الرقم القياسي برصيد 17 لقباً. وتساوى اللاعبان بلقب واحد في بطولة أستراليا، بعد أن كان نادال توج فيها عام 2009، وسبق أن خسر النهائي عام 2012 أمام ديوكوفيتش. وفشل الإسباني في أن يصبح ثالث لاعب في التاريخ يحرز على الأقل لقبين في كل من البطولات الأربع للجراند سلام بعد الأستراليين روي إيمرسون ورود لايفر. نادال الذي كان خاض النهائي التاسع عشر له في الجراند سلام، لقي خسارته الأولى أمام فافرينكا بعد 12 فوزاً، حتى أنه لم يخسر أمامه أي مجموعة قبل مباراة اليوم. وشهدت المباراة تحولات غريبة، فبدأ فافرينكا بقوة مكملاً الإيقاف المرتفع الذي قدمه طوال البطولة، فكسر إرسال نادال في الشوط الرابع ليتقدم 3-1 ويحافظ على تقدمه حتى حسم المجموعة الأولى 6-3 في 37 دقيقة. وعلى وقع ضربات قوية جداً من الخط الخلفي للملعب، حقق السويسري كسراً جديداً في الشوط الأول للمجموعة الثانية، ثم تقدم على إرساله 2-0، لكن الشوط الثالث شكل نقطة تحول بعد أن شعر نادال بالألم في الظهر طلب على إثره تدخل المعالج الفيزئائي، ليعود بعدها إلى أرض الملعب لكن دون القدرة على التحرك كما يجب، فانتهت المجموعة لمصلحة السويسري بعد كسر ثانٍ في الشوط الخامس بنتيجة 6-2 في 38 دقيقة. صمد نادال وكان يتلقى المساعدة الطبية في كل استراحة، فعاد بقوة في المجموعة الثالثة في تصميم واضح على البقاء في المباراة، ونجح في كسر إرسال فافرينكا في الشوط الثاني ليتقدم 2-0 و3-0 ثم فاز بها 6-3 في 33 دقيقة. وفي ظل سعي نادال للعودة، تراجع أداء فافرينكا الذي فوجئ بعدم قدرة منافسه على الحركة في المجموعة الثانية ثم العودة القوية في الثالثة، لكنه استعاد ضرباته القوية تدريجياً ونجح في الكسر مرتين في الشوطين السادس والثامن، وخسر إرساله في الشوط السابع لينهي المجموعة الرابعة 6-3 في 33 دقيقة والمباراة في ساعتين و21 دقيقة. وعلق نادال على المباراة قائلاً «يستحق ستان الفوز»، مضيفاً «في العام الماضي لم أكن هنا (بسبب الإصابة)، وهذه المرة حاولت جاهداً الفوز، لقد عشت أسبوعين رائعين ولكن ستان يستحق اللقب». وتابع «لقد استمتعت جداً باللعب هنا، خصوصاً أنني لم أتمكن من المشاركة العام الماضي، وأتمنى أن أعود إلى البطولة بعد 12 شهراً». من جهته، قال فافرينكا الذي تسلم كأس البطولة من سامبراس «إنها أفضل بطولة جراند سلام شاركت فيها»، مضيفاً «حتى الآن لست أدري ما إذا كنت أحلم أم لا؟ وسأرى كيف سيكون شعوري صباح غد». وتابع متوجهاً إلى نادال «أنا آسف، وأتمنى أن لا تكون الإصابة في ظهرك خطيرة، إنك بطل رائع». كما توجه إلى مدربه السويدي ماجنوس نورمان بالقول «نعمل معاً منذ عام، وقد وصلت إلى نصف نهائي الجراند سلام، واليوم أحرزت لقباً فيها، ولم أكن أحلم بتحقيق ذلك».