بشار الأسد يرسل معاونيه للتفاوض في جنيف، ويستمر في قصف مدن في ريف دمشق وحلب في مؤشر واضح على نيته الحقيقية.. إنه لا يسعى بجدية إلى الحل، لكن «جنيف2-» بدأ ويريد له المجتمع الدولي أن يكتمل. الأمل في أن تسفر المحادثات عن نتائج إيجابية ضعيف كما تقول فرنسا، إلا أن الوسيط الدولي- العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي يصر على إنهاء تاريخه من العمل الديبلوماسي بإبرام اتفاق، حتى لو هدنة مؤقتة، متسلحاً بتجربته السابقة في لبنان. هناك إصرار من جانب المجتمع الدولي على السير في هذا المسار فهو في نظره دليل جدية من عدمه. يوم أمس تباحثت المعارضة السورية ووفد الأسد حول القضية الإنسانية وسط توقعات أو تمنيات بأن تصل أولى قوافل المساعدات إلى مدينة حمص القديمة غداً الإثنين، ويتبع هذا اتفاق وقف إطلاق نار في المناطق التي سيتم تحديدها كممرات آمنة لمدة أسبوعين، على أن يتم تعميمه في باقي حمص حال نجاحه. وبعد قضية المساعدات ستناقش المباحثات موضوع المعتقلين والمختطفين، ثم يبدأ التفاوض حول وضعية الأسد، وقد يتجدد الخلاف الذي كاد يؤدي إلى انهيار «جنيف2-» مساء الجمعة قبل أن يتدخل الإبراهيمي في اللحظة الأخيرة. عملية «جنيف2-» تسير ببطء.. «نصف خطوة.. نصف خطوة» كما يقول الإبراهيمي.. وليس من التشاؤم القول إنها مهددة بالانهيار بمجرد طرح مستقبل الأسد.