33 عاماً ومازالت صفاء هلال تصارع مرض فقر الدم المنجلي، وعلى الرغم من مراراته لكنه لم يزدها إلا إصراراً على العيش، وممارسة أنشطتها الاجتماعية متى ما سنحت لها الفرصة والخروج من المستشفى، حتى شكلت لجنة أنامل الرحمة، منبثقة من آهات المرضى المنومين. وتتحدث صفاء هلال ل«الشرق» عن السبب الذي دعاها لتأسيس هذه اللجنة قائلةً «لا أحد يستطيع أن يشعر بالمريض الذي أنهكته الآلام وخطفت الابتسامة من محياه وحيداً داخل أروقة المستشفيات غير مريض مثله، من هنأ جاءت فكرة تأسيس لجنة أنامل الرحمة؛ فزيارة المريض من الناحية الشرعية واجبة؛ لأن المريض يحتاج إلى من يرفع معنوياته ويسانده في هذا الظرف الصعب الذي يمر فيه، وأنا واحدة من المرضى الذين كانوا يشعرون بالحاجة لمثل هذه الزيارات والكلام الطيب المقترن بكلمات التفاؤل والفرح والعبارات الرقيقة التي تشد من أزر المريض من الطبيب المعالج والممرضة ومن المرضى أيضاً». وتتابع «عشت أجمل سنوات عمري منذ الطفولة إلى مرحلة مراهقتي في المستشفى بين نقل دم ونوبات من الألم الدوري وتآكل في الحوض ورائحة الأدوية؛ حتى أني لم أتمكن من إكمال دراستي بشكل طبيعي كباقي الطالبات؛ فقد كُنْتُ أؤدي امتحاني وأعود مباشرة للمستشفى، وخلال المرحلة المتوسطة قدمتُ على الانتساب. وتضيف «المريض لا يحتاج إلى علاج فقط بالأدوية والإبر والتنويم الطويل في المستشفيات؛ بل إن بعض المرضى يتناسى المرض ويتشافى إذا وجد الناس تحيط به من كل جانب وصوب؛ فهي تعني له الاهتمام والحب، مشيرةً إلى أن أول زيارة قامت بها اللجنة كانت لمرضى مستشفى القطيف المركزي في عيد الفطر عام 1429، وحرصت اللجنة أن تصحب معها الهدايا المتنوعة للمرضى من أطفال ونساء وكبار في السن وحتى شباب. وتقول «في بداية انطلاقتها عرضتُ الفكرة على عدد من الشخصيات المعروفة في بلدة أم الحمام بمحافظة القطيف ورحبوا بالفكرة، وكانوا من الداعمين لها، وعملنا معا على تنظيم الزيارات الواجب زيارتها؛ لتشجيع المجتمع على مواساة المرضى، وتوعيتهم بأهمية زيارة الأسرة والأصدقاء التي تشكل جزءاً أساسياً في عملية الدعم والمساندة. وتلفت هلال إلى أن اللجنة مشكلة إلى قسمين قسم نسائي والآخر رجالي، تحرص على أن تحضر في ساعات العيد الأولى مع المرضى وإسعادهم بالمعايدة والهدايا، مشيرةً إلى أن أهالي المرضى عادة ما يتصلون بعد الزيارة شاكرين ومقدرين لما أضفنا على ذويهم من سعادة وبهجة. وتواصل هلال حديثها» لا أنكر أني أشعر بالألم وتتأثر نفسيتي عند زيارة أي مريض وخاصة كبار السن الذين غالباً ما يرجوننا للاتصال بأبنائهم الذين لا يأتون لزيارتهم؛ لهذا أتجنب دخول هذه الغرف، ولكن أثناء انتهاء الزيارة أشعر بالرضا وأني أنجزتُ واجباً وخففت ألم مريض». وأشارت إلى أن اللجنة حالياً أوقفت نشاطها لقلة الدعم المالي، وهي في طور البحث عن داعمين لمشروعها الذي تؤمن بأهميته وشرعيته كونه واجباً مقدساً وحث الإسلام المسلمين عليه، ووصى به رسول الرحمة صلّى الله عليه وآله وسلّم، مضيفةً أن المجتمع لا يعي أهميته كما أنه لا يعد من المشاريع المهمة محتجاً أن هناك مشاريع أخرى أكثر أهمية وأولى بالدعم. وتوضح أنها تعمل حالياً على تطوير اللجنة بعمل عدد من النشاطات والدورات التي يصب ريعها لصالح اللجنة التي بدورها تجهز هدايا للمرضى، «ونظمنا أكثر من دورة وحالياً نحن نحضر لدورات جديدة لفصل الصيف القادم».