رشح حلف الناتو الأردن لمهمات إعداد وتدريب وتجهيز أكبر عدد من القطاعات الأمنية والعسكرية الليبية، بهدف ضبط الجبهة الداخلية هناك، التي تعاني انفلاتاً أمنياً وعسكرياً منذ إطاحة نظام القذافي قبل عامين. ولتنفيذ هذا الاتفاق قام وفد أردني عسكري وأمني بزيارة إلى طرابلس الليبية للتفاهم على تنفيذ الاتفاقية التي وُقعت في عمان منتصف شهر نوفمبر الماضي بين رئيسي حكومة الأردن عبدالله النسور ورئيس حكومة ليبيا علي زيدان. ترشيح الناتو يأتي في سياق موقعه الإشرافي على الأوضاع في ليبيا، حيث تم استبعاد بريطانيا وبلجيكا من منافسة الأردن بسبب تقارب العادات والتقاليد الأردنية الليبية، وعدم إمكانية قبول العسكري الليبي تدريبه على يد قوات أجنبية. وقالت مصادر أردنية ليبية إن الجيش والأجهزة الأمنية الأردنية ستتولى مهمة تدريب القوات الليبية خلال الفترة المقبلة، حيث يوجد وفد أمني وعسكري حالياً في طرابلس للاتفاق على هذه المهمة. وتوقعت المصادر في حديثها ل»الشرق» فتح السوق الليبي أمام العمالة الأردنية خلال فترة وجيزة، خاصة ما يتعلق بالخبرات الفنية في المجالات العسكرية والشرطية وحفظ الأمن والخبرات في مجالي التعليم والصحة. وأوضحت المصادر أن الاتفاق الأردني الليبي الذي جرى خلال زيارة رئيس الوزراء الليبي علي زيدان لعمان الشهر الماضي، أسفرت عن قرب فتح السوق الليبية أمام الخبرات الأردنية في مختلف المجالات. ووصل وفد أردني رفيع المستوى برئاسة وزير الداخلية حسين المجالي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول مشعل الزبن، أمس، إلى العاصمة الليبية طرابلس، وكان في استقبالهما رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان. وبحسب ما نقل مكتب رئيس الوزراء الليبي عن اللقاء، فقد أكد زيدان أن هذه الزيارة جاءت بتكليف من الملك عبدالله الثاني، وهذا دليل على اهتمام المملكة بتطوير آفاق التعاون بين البلدين في شتى المجالات، مؤكداً في ذات الوقت على أن للأردن وضعاً خاصاً في نفوس الليبيين ووجدانهم، مما سيكون دافعاً لمزيد من التعاون المشترك. وبخصوص ما دار في هذا اللقاء، أوضح زيدان أنه تم بحث أوجه التعاون بين البلدين، بما في ذلك مجال التدريب لكوادر الجيش الوطني، وإعادة تنظيمه، وكذلك تنظيم وزارة الداخلية وتأهيل أفراد الشرطة والجيش في المؤسسات التدريبية الأردنية التي تمتلك الخبرة الطويلة في هذه المجالات. وكشف رئيس الحكومة عن زيارة قريبة لوزير الدفاع الليبي للأردن للاطلاع على ما وصلت إليه هذه الدولة الشقيقة من تقدم في المجالات الأمنية والعسكرية. وبحسب معلومات رشحت ل «الشرق»، فإن ليبيا أبدت ثقة مطلقة في الكفاءة المهنية للقوات المسلحة الأردنية وكوادر الشرطة والدرك للاستفادة من هذه الخبرات في تدريب قواتها المسلحة والشرطة على حفظ الأمن والحدود، والأمن الداخلي. الموقع الرسمي للحكومة الليبية المؤقتة أكد وجود اتفاق في قضايا تشمل الجوانب العسكرية والأمنية والصحية والثقافية ومجالات التعليم العالي والبحث العلمي والاقتصاد والتجارة، وكذلك التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. المعلومات تؤكد أن ليبيا تسعى من خلال هذا الاتفاق الذي يفتح المجال والآفاق أمام الخبرات الأردنية في شتى المجالات، كعرفان بالجميل للموقف الأردني من الثورة الليبية، التي أدت إلى الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان، قام خلال زيارته العاصمة عمان الشهر الماضي بزيارة إلى مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير المتخصص في الصناعات العسكرية بالعاصمة الأردنيةعمان، حيث اطلع على أعمال المركز المتقدم وما ينتجه من أجهزة ومعدات وفق أحدث المواصفات الدولية التي تضاهي نظيراتها في الدول المتقدمة.